كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق

جـ ٣ - (الثانى) الجماعة - ج: 3 - ص: 35

يا رسول فقال يا رسول الله إنه ليس لى قائد يقودنى إلى المسجد وسأله أن يرخِّص له فرخّص له. فلما وِّلى دعاه فقال له: هل تسمع النداء؟ قال نعم. قال: فأجب. أخرجه مسلم والنسائى (١). {٥٧}

وهذه أحاديثُ آحاد فتفيد الوجوب لا الفرضية (وقال) أحمد وإسحاق وابن المنذر وأهل الظاهر: صلاة الجماعة فرض عينى فى الصلوات المكتوبة مستدلين:

(أ) " بحديث " أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقد هممتُ أن آمر بالصلاة فتقادم ثم آمُر رجلا فيصلى بالناس ثم أنطلق معى برجال معهم حُزَمٌ من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحّرِّقُ عليهم بيوتهم بالنار. أخرجه أبو داود. وكذا أحمد والشيخان بلفظ: إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حَبوا ولقد هممت أن آمر بالصلاة (الحديث) (٢) {٥٨}

(ب) " وبحديث " عمرو بن أمّ مكتوم أنه قال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنى رجل ضريرُ البصرِ شاسِعُ الدار ولى قائد لا يلائمنى فهل لى رخصة أن أصلى فى بيتى؟ قال: هِل تسميع النداء؟ قال: نعم. قال: لا أجد لك رخصةً. أخرجه

---

(١) ص ١٥٥ ج ٥ نووى مسلم (التشديد فى التخلف عن الجماعة) وص ١٣٦ ج ١ مجتبى (المحافظة على الصلوات حين ينادى بهن) والأعمى هو عمرو بن أم مكتوم.
(٢) ص ٢٣٣ ج ٤ - المنهل العذب (التشديد فى ترك الجماعة) وص ١٧٧ ج ٥ الفتح الربانى وص ٩٦ ج ٢ فتح البارى (فضل صلاة العشاء فى الجماعة) وص ٥٤ ج ٥ نووى مسلم (التشديد فى التخلف عن الجماعة فى بيوتهم) و (فأحرق عليهم بالنار) لا يعارضه حديث أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إنى كنت أمرتكم أن تحرقوا فلاناً بالنار. وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن أخذتموهما فاقتلوهما. أخرجه البخارى ص ٧١، ٧٢ ج ٦ فتح البارى (التوديع عند السفر - الجهاد) لأن النهى عن الإحراق بالنار عام. وحديث الهم بتحريق من تأخر عن الجماعة خاص. وهو لا يعارض العام. وقيل عن التعذيب بالنار كان مشروعاً ثم نسخ.