للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقام المحمود (١) الذي وعدته" (٢) المقام المحمود، هو الشفاعة العظمى (٣)؛ لأنه يحمده فيه الأولون والآخرون. والحكمة في سؤال ذلك، مع كونه محقق الوقوع بوعد الله تعالى؛ إظهار كرامته، وعظم منزلته.

والأصل في ذلك حديث ابن عمر فوعًا: "إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول المؤذن، ثم صلوا عليّ، فإنه من صلى على صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا ينبغي (٤) أن تكون إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة، حلت عليه الشفاعة" رواه مسلم (٥)، ولحديث البخاري، عن جابر، مرفوعًا: "من قال حين يسمع النداء: اللَّهُمَّ رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا، الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة" (٦).

(ثم يدعو هنا) أي: بعد الأذان؛ لحديث أنس مرفوعًا: "الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة" رواه أحمد (٧) (و) يدعو أيضًا (عند الإقامة) (٨) فعله الإمام أحمد،


= أن تكون منزلة أخرى، أو تفسيرًا للوسيلة".
(١) هنا حاشية في الهامش: "وقد وقع في الحديث منكرًا؛ تأدبًا مع القرآن. فقوله: "الذي وعدته" نصبًا [كذا] على البدلية، أو إضمار فعل، أو رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف".
- هكذا في الأصل: "المقام المحمود"، بالألف واللام، وكذا في المقنع ص ٤٢.
وفي متن الدليل ص ٧١: "مقامًا محمودًا".
والصحيح من المذهب، أنه لا يقولهما إلا منكرين. ينظر: الإنصاف ٣/ ١١١.
وقد رد ابن القيم الأول من خمسة أوجه. ينظر: بدائع الفوائد ٤/ ٩١٢.
(٢) ينظر: غاية المطلب ص ٧١، التنقيح ص ٧٧، شرح المنتهى ١/ ٢٧٤.
(٣) ينظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ٤٣٧، المطلع ص ٥٣.
(٤) كذا في الأصل، وفي مسلم: "تنبغي".
(٥) صحيح مسلم، كتاب الصلاة، رقم (٣٨٤)، ١/ ٢٨٨.
(٦) صحيح البخاري، كتاب الأذان، باب الدعاء عند النداء، رقم (٥٨٩)، ١/ ٢٢٢.
(٧) مسند أحمد ٣/ ١١٩.
ورواه أبو داود، في كتاب الصلاة، باب ما جاء في الدعاء بين الأذان والإقامة، رقم (٥٢١)، ١/ ١٤٤، والترمذي، في كتاب الصلاة، باب ما جاء في أن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة، رقم (٢١٢)، ١/ ٤١٥، وقال: "حديث حسن صحيح"، وصححه الألباني في الإرواء رقم (٢٤٤).
(٨) ينظر: غاية المطلب ص ٧١، التنقيح ص ٧٧، شرح المنتهى ١/ ٢٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>