للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويسنُّ أن يقولَ عند منصرفِه من حجِّه متوجِّهًا إلى بلده: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٍ، آيبُونَ تَائِبُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ" (١). ولا بأسَ أن يقالَ للحاجِّ: "تقبلَ الله منْكَ نسُكَكَ وَأعظَمَ أجرَكَ، وأخْلَفَ نفَقَتَك" (٢). وينبغي طلب الدعاءِ من الحاجّ (٣)؛ لأن دعاءَهُ مستجابٌ، كما وردَ في الخبر (٤)، قال في "المستوعب": "وكانُوا يغتَنِمُونَ أدعيةَ الحاجِّ قبلَ أن يتلطَّخُوا بالذنُوبِ" (٥)، وفي الحديث: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْحَاجِّ وَبمَنْ اسْتَغْفَرَ لَهُ الحَاجُّ" (٦).

فصلٌ في صفة العمرةِ

من كانَ في الحرمِ وأرادَ العمرةَ خرجَ إلى الحلِّ فأحرمَ من أدنَاه، والإحرامُ من التنعيمِ أفضلُ، ومنْ كانَ خارجَ الحرمِ دونَ الميقاتِ أحرمَ من دُوَيْرَةَ


(١) انظر: الفروع ٦/ ٦٨، منتهى الإرادات ١/ ٢٠٨، الروض المربع ١/ ٥٢٣.
وهذا الأثر متفق عليه، بزيادة "عابدون" في هذا الموطن، من حديث ابن عمر . أخرجه البخاري في أبواب العمرة، باب ما يقول إذا رجع من الحج أو العمرة أو الغزو (١٧٩٧) ٢/ ٦٣٧، ومسلم في كتاب الحج، باب ما يقول إذا قفل من سفر الحج (١٣٤٤) ٢/ ٩٨٠.
(٢) انظر: الإقناع ٢/ ٣٣، غاية المنتهى ١/ ٤١٩، مفيد الأنام ٤١٨.
والأثر أخرجه ابن أبي شيبة أن ابن عمر كان يقوله للحاج إذا قدم (١٥٨١٤) ٣/ ٤٤٣، وفيه رجل لم يسم.
(٣) انظر: المستوعب ١/ ٦٠٨، بغية المتتبع ٥٠٣، مفيد الأنام ٤١٨.
(٤) أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس ، عن النبي قال: "خَمْسُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ: - وذكر منهنَّ -: وَدَعْوَةُ الحَاجِّ حِيْنَ يَصْدُرُ .. " (١١٢٥) ٢/ ٤٣، وأخرجه ابن عساكر وقال: هذا حديث غريب وعبد الرحيم بن زيد الحواري العمي متروك الحديث. معجم ابن عساكر ٢/ ١٩٠، وقال الألباني: موضوع السلسلة الضعيفة ٦/ ٤١.
(٥) انظره في: ١/ ٦٠٨.
(٦) أخرجه البيهقي من حديث أبي هريرة (١٠٦٨٢) ٥/ ٢٦١، والحاكم (١٦١٢) وصححه ٩/ ٦٠١، وصححه أيضًا ابن خزيمة ٤/ ١٣٢، وله شاهد عند ابن أبي شيبة عن مجاهد مرسلًا (١٢٦٥٨) ٣/ ١٢٢، وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة من حديث معاوية بن إسحاق مرفوعًا بلفظ: "الحَاجُّ يُغْفَرُ لَهُ وَبمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُ الحَاجُّ إِلَى انْسِلَاخِ المحَرَّم" (٩٢٣) ١/ ٤٢٦. والحديث أورده ابن عدي في الكامل ٤/ ١١، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع ١٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>