للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى عنه -، ثم مصعبَ بن عمير (١)، ثم بقيةَ الشهداءِ، ويتلو قوله تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (٢٣)(الأحزاب). ويستحبُّ أن يصليَ في كل مسجدٍ صلَّى فيهِ رسولُ الله (٢)، وأن يزورَ، ويصليَ في الآثار التي له (٣) ولأصحابِهِ - رضي الله تعالى عنهم أجمعين - (٤).

فإذا أرادَ الخروجَ من المدينةِ المشرفةِ رجعَ إلى المسجدِ النبوي وصلَّى فيهِ ركعتَينِ، وعادَ إلى قبر النبي فوح، وأعاد الدعاء (٥). قاله في "المستوعب" (٦)، قال: "ويعزمُ علَى أن لا يعودَ إلى ما كانَ علَيهِ قبلَ حجِّهِ مِنْ عَملٍ لا يُرضِي" (٧).


= عم رسول الله وأخوه من الرضاعة، أسلم في السنة الثانية من البعثة، هاجر إلى المدينة وشهد بدرًا وأبلى فيها بلاء عظيمًا، ولقبه الرسول أسد الله. وشهد أحدًا فقتله بها قتله وحشي الحبشي بحربة، ومثل به المشركون، وحزن الرسول على فقده حزنًا شديدًا وصلى عليه وكبر سبع تكبيرات. انظر: أسد الغابة ٢/ ٥١، الاستيعاب ١/ ٣٦٩، معرفة الصحابة ٢/ ١٧، الإصابة ٢/ ١٢١.
(١) هو: أبو عبد الله، مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف القرشي العبدري. ( .. - ٢ هـ) من فضلاء الصحابة والسابقين إلى الإسلام. هاجر إلى الحبشة، وبعثهُ النبي مع الأنصار بعد بيعة العقبة الأولى ليفقههم ويقرئهم القرآن، شهد بدرًا وأحدًا ومعه لواء رسول الله فيها. وقتل فيها شهيدًا، قتله ابن قمئة الليثي. انظر: أسد الغابة ٥/ ١٨١، الاستيعاب ٤/ ١٤٧٣، معرفة الصحابة ٤/ ٢٥٧، الإصابة ٦/ ١٢٣.
(٢) كمسجد الفتح، ومسجد القبلتين، ومسجد بني عبد الأشهل، ومسجد بني عضية، ومسجد بني حارثة، ومواضع يطول ذكرها. انظر: مثير العزم الساكن ٢/ ٣١١.
(٣) في الأصل تكررت كلمة (صلى) في آخر الصفحة، وأول الصفحة التي تليها، وهو سهو.
(٤) كالأبيار التي شرب منها والأماكن التي جلس فيها رسول الله . كما روي عن سعيد بن المسيَّب قال: "وددت لو تركوا لنا مسجد نبيِّنا على حاله وبيوت أزواجه ومنبره ليقدم القادم فيعتبر". وقال إسحاق بن راهويه: "ومما لم يزل من شأن من حَجَّ المرور بالمدينة والقصد إلى الصلاة في مسجد رسول الله ، والتبرُّك برؤيةِ روضتِه، ومنبرِه، وقبرِه، ومجلسِه، وملامسِ يده، ومواطئ قدميه، والعمود الذي كان يستند إليه، وينزل جبريل بالوحي فيه عليه، وبمن عمَّره وقصده من الصحابة وأئمة المسلمين، والاعتبار في بذلك كله". انظر: مثير العزم الساكن ٢/ ٣١٣، الرد على الأخنائي ١٣٦، غاية المنتهى ١/ ٤١٩.
(٥) انظر: الإقناع ٢/ ٣٣، غاية المنتهى ١/ ٤١٩، منهج السالك ٥٧٣.
(٦) انظره في: ١/ ٦٠٧.
(٧) انظر: المرجع السابق نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>