للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ألف عابد، ولكل شيء عماد، وعماد هذا الدين الفقه" (١).

وقال أبو هريرة: "لأن أجلس ساعة فأفقه، أحب إلي من أن أحيي ليلة القدر" (٢)، وفي رواية البيهقي: "أحب إلي من أن أحيي ليلة إلى الصباح" (٣).

[فصل فيما ورد في فضل التوجه لطلب العلم]

روى الترمذي، عن زر بن حبيش (٤)، قال: "أتيت صفوان بن عسال رضي الله تعالى عنهما، قال: ما جاء بك؟ قال: أنبط العلم، قال: فإني سمعت من رسول الله يقول: ما من خارج يخرج من بيته في طلب العلم، إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضًا بما يصنع" (٥). وأنبط العلم: أي: أطلبه (٦).

وروى الإمام أحمد، عن قبيصة بن المخارق رضي الله تعالى عنه (٧)، قال: "أتيت النبي فقال: يا قبيصة، ما جاء بك؟ قلت: كبر سني، ورق عظمي، فأتيتك لتعلمني ما ينفعني الله به، قال: يا قبيصة، ما مررت بحجر، ولا شجر، ولا مدر، إلا استغفر لك. يا قبيصة، إذا صليت الصبح فقل ثلاثًا: سبحان الله العظيم وبحمده، تُعافى من العمى، والجذام، والفالج. يا قبيصة، قل: اللَّهُمَّ أسألك مما عندك، وأفض


(١) سنن الدارقطني ٣/ ٧٩، قال الألباني في الضعيفة رقم (٤٤٦١): "موضوع".
(٢) سنن الدارقطني ٣/ ٧٩.
(٣) شعب الإيمان ٢/ ٢٦٦.
(٤) هو: أبو مريم، زر بن حبيش بن حباشة الأسدي ، من كبار التابعين، سمع عمر بن الخطاب، وأُبي بن كعب، وحذيفة بن اليمان ، وروى عنه إبراهيم النخعي، وعاصم بن بهدلة. توفي سنة ثلاث وثمانين، وهو ابن مائة وعشرين سنة. ينظر: التاريخ الكبير ٣/ ٤٤٧، تهذيب الكمال/ ٣٣٥٩.
(٥) سنن الترمذي، كتاب الدعوات، باب في فضل التوبة والاستغفار، رقم (٣٥٣٥)، ٥/ ٥٤٥، قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
ورواه ابن ماجه، في المقدمة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، رقم (٢٢٦)، ١/ ٨٢، وصححه الألباني في صحيح الترغيب رقم (٨٥).
(٦) ينظر: غريب الحديث للخطابي ص ٥٢١.
(٧) هو: أبو بشر، قبيصة بن المخارف بن عبد الله الهلالي البصري ، روى عنه: أبو عثمان النهدي، وأبو قلابة، وابنه قطن بن قبيصة. ينظر: الاستيعاب ٣/ ١٢٧٣، أسد الغابة ٤/ ٤٠٥، الإصابة ٥/ ٤١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>