للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(باب الحيض) والنفاس]

الحيض: مصدر حاضت المرأة تحيض حيضًا ومحيضًا، فهي حائض وحائضة: إذا جرى دمها. وأصله: السيلان، من حاض الوادي: إذا سال. واستحيضت المرأة: استمر بها الدم بعد أيامها، فهي مستحاضة. وتحيضت: قعدت أيام حيضها عن الصلاة. ويسمى أيضًا: الطمث، وغيره (١).

وشرعًا: دم طبيعة -أي: سجية وجبلة، لا دم فساد- يخرج من قعر الرحم، في أوقات معلومة، خلقه الله تعالى؛ لحكمة تربية الولد وغذائه (٢).

والولد خلق من ماء الأبوين. فإذا حملت المرأة انصرف حيضها بإذن الله تعالى إلى غذائه، ولذلك لا تحيض الحامل، فإذا وضعت، قلبه الله تعالى لبنًا يتغذى به المولود، ولذلك قلَّ أن تحيض المرضع، فإذا خلت منهما بقي الدم لا مصرف له، فيستقر في مكان، ثم يخرج (٣). ولهذا أمر النبي ببر الأم ثلاث مرات، وببر الأب مرة واحدة (٤).

(لا حيض قبل تمام تسع سنين) تحديدًا، وهو أقل من الحيض الذي يمكن المرأة أن تحيض فيه؛ فإن رأت دمًا لدون ذلك، فليس بحيض؛ لأنه لم يثبت في الوجود، وبعدها إن صلح، فحيض (٥). قال الإمام الشافعي: "رأيت جدة لها أحد


(١) ومن أسمائه أيضًا: النِّفاس، والضحك، والدراس. ينظر: تهذيب اللغة ٥/ ١٠٣، لسان العرب ٧/ ١٤٢، مادة: (حيض)، شرح المنتهى ١/ ٢١٩.
(٢) ينظر: المطلع ص ٤٠، الدر النقي ١/ ١٤٠.
(٣) ينظر: المرجعين السابقين.
(٤) جاء في المتفق عليه من حديث أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: "أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك" صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب من أحق الناس بحسن الصحبة، رقم (٥٦٢٦)، ٥/ ٢٢٢٧، ومسلم، كتاب البر والصلة، رقم (٢٥٤٨)، ٤/ ١٩٧٤.
(٥) ينظر: الإرشاد ص ٤٧، الإنصاف ٢/ ٣٨٤، شرح المنتهى ١/ ٢٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>