للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصلٌ

مكة أفضلُ منَ المدينةِ (١)؛ لحديثِ عبدِ الله بنِ عَدِيِّ بنِ الحَمْرَاء (٢): أنهُ سمعَ النبيَّ يقولُ - وهوَ واقفٌ بِالحزْوَرَة (٣) في سُوقِ مكة -: "وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ الله، وَأَحَبُّ أَرْضِ الله إِلى الله، وَلَولَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ" رواه أحمد، والترمذيُّ، وقالَ: "حسنٌ صحيح" (٤)، ولمضاعفةِ الصَّلاةِ فيهِ أكثرُ (٥). وأما حديثُ: "المَدِيْنَةُ خَيْرٌ مِنْ مَكَّةَ" (٦)، فلم يصحَّ، وعلَى فرضِ صحتِه فيُحتملُ علَى ما قبلَ الفتحِ


(١) انظر: الإنصاف ٣/ ٥٦٢، المبدع ٣/ ٢١٠، الإقناع ١/ ٦٠٧.
(٢) هو: أبو عمرو، عبد الله بن عَدي بن الحَمْراء القرشي الزهري، من أنفُسِهم، وقيل: ثقفي حليف لهم. له صحبة، وهو من أهل الحجاز. كان ينزل بين قُدَيد وعُسْفَان. روى عنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن جبير بن مطعم. انظر: أسد الغابة ٣/ ٢٢٦، الاستيعاب ٣/ ٩٤٨، معرفة الصحابة ٣/ ٢٠٣.
(٣) الحَزْوَرَة: - بفتح الحاء وسكون الزاي ثم واو مفتوحة -: قال الدارقطني: "والمحدثون يفتحون الزاي ويشددون الواو، وهو تصحيف". وهو في اللغة: الرابية الصغيرة، والحَزْوَرَة: سوق مكة في الجاهلية، كان بفناء أم هانئ بنت أبي طالب التي عند باب الخياطين، وعندها بابٌ يعرف بباب الوداع. هذا هو الأشهر عند أهل مكة، ثم دخلَتْ في المسجد الحرام. انظر: أخبار مكة للأزرقي ٢/ ٢٩٤ أخبار مكة للفاكهي ٣/ ٨٨، ٤/ ٢٠٦ معجم البلدان ٢/ ٢٥٥ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٢٥.
(٤) أخرجه أحمد (١٨٧١٥) ٣١/ ١٠، والترمذي وقال: "هذا حديث حسن غريب صحيح" في كتاب المناقب، باب في فضل مكة (٣٩٢٥) ٥/ ٧٢٢، وابن ماجه في كتاب المناسك، باب فضل مكة (٣١٠٨) ٢/ ١٠٣٧، والنسائي في الكبرى (٤٢٥٤) ٢/ ٤٨٠. وصححه ابن حبان ٩/ ٢٢، والترمذي، والألباني في سنن الترمذي ٨٨٠، والأرناؤوط في تحقيق المسند ٣١/ ١٠.
(٥) يدل له: قوله من حديث أبي هريرة عند الشيخين: "صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ" أخرجه البخاري في كتاب التطوع، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة (١١٩٠) ١/ ٣٩٨، ومسلم في كتاب الحج، باب فضل الصلاة في مسجدي مكة والمدينة (١٣٩٤) ٢/ ١٠١٢. وعن جابر قال: قال رسول الله : "صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ سِوَاهُ". أخرجه أحمد (١٤٦٩٤) ٢٣/ ٤٦، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسُّنَّة فيها، باب ما جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام ومسجد النبي (١٤٠٦) ١/ ٤٥١.
(٦) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير من حديث رافع بن خديج (٤٤٥٠) ٤/ ٢٨٨، والبخاري =

<<  <  ج: ص:  >  >>