للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(كتاب الحج)]

بفتحِ الحاءِ المهملةِ، لا بكسرِها، وهو الأشهَرُ (١)، وعَكسُه: شهرُ الحِجَّة؛ لأنه مكسورُ الحاءِ. وترجمَ في المقنعِ (٢) بـ: "المناسِكِ" (٣)، وهي: جمعُ مَنْسَكٍ - بفتحِ السينِ وكسرِها -، فبالفتحِ: مصدرٌ، وبالكسرِ: اسمٌ لموضعِ العبادةِ (٤)، مأخوذٌ من النسيكةِ، وهيَ الذبيحةُ المتقربُ بهَا، ثم اتُّسِع فيهِ فصارَ اسمًا للعبادةِ والطاعةِ (٥). وقد غلَبَ إطلاقُها على أفعالِ الحجِّ؛ لكثرةِ أنواعِها، ولما تتضمنُه منَ الذبائحِ المتقربِ بهَا (٦)

والحجُّ لغةً: القصدُ إلَى من تعظمُه (٧). وشرعًا: "قصدُ مكةَ للنسكِ في زمنٍ


(١) انظر: تهذيب اللغة ٣/ ٢٥٠، حاشية الروض المربع ٥/ ٤٦٠.
(٢) كتاب "المقنع": للموفق ابن قدامة (ت ٦٢٠ هـ)، ألفه لمرتبةٍ فوق مرتبة كتابه "عمدة الفقه" فزاد فيه بذكر الروايات عن الإمام، ولم يذكر فيه الأدلة. وهو أشهر المتون بعد مختصر الخرقي. من شروحه: "الشرح الكبير" لابن أبي عمر المقدسي (ت ٦٨٢ هـ). و"المبدع" للبرهان إسحاق بن مفلح، و"الممتع" للمنجا التنوخي (ت ٦٥٩ هـ). انظر: المدخل لابن بدران ٢٣٣، المدخل المفصل ٢/ ٧٢٢.
(٣) انظره في: ١٠٩.
(٤) ومنه: قرئ: ﴿لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا﴾ [الحج: ٦٧] بالفتح والكسر. انظر مادة: (نسك)، المصباح المنير ٤٩٣، لسان العرب ١٠/ ٤٩٨.
(٥) ومنه قيل: تنسَّك بمعنى: تعبَّد، ورجل ناسك، أي: عابد. انظر مادة: (نسك)، الصحاح ٤/ ١٦١٣، تهذيب الأسماء ٢/ ١٦٦.
(٦) انظر مادة: (نسك)، النهاية في غريب الحديث والأثر ٢/ ٧٣٦، المبدع ٣/ ٨٣، معونة أولي النهى ٣/ ١٥٣.
(٧) هذا التعريف مروي عن الخليل. انظر: كتاب العين ٣/ ٩. والأكثر على عدم تقييده، وإنما هو: القصدُ مطلقًا، قال ابن فارس: "كل قصدٍ حج"، وقال ابن الأثير: "الحج: القصد إلى كل شيء". انظر مادة: (حجج)، لسان العرب ٢/ ٢٢٦، مقاييس اللغة ٢٣٢، النهاية في غريب الحديث ١/ ٣٣٣، الصحاح ١/ ٣٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>