والتحقيق، فهو أوسع وأجمع كتاب في الحديث عن المصائب والابتلاءات وما يجب على المسلم فيها (١).
- ورسائله في الحساب والتركات وعلى رأسها "مجمع الطرقات": رسائل كثيرة مختصرة، سُبِق إلى مثلها، لكنها تميزت باختصارها وسهولة أسلوبها حتى تكون في متناول أيدي العامة ليسهل التفقه فيها، وتنتشر أحكامها بين الناس.
الوقفة الثالثة: معَ نسخة كتاب "مسلك الراغب" المخطوطة:
• هذه النسخة قد كتبت بخط المؤلف نفسه - الشيخ إبراهيم الذِّنَّابي -. والذي يظهر أن المؤلف راجع أصل ما كتبه - لوجود علامة المقابلة - الدائرة المنقوطة - وبالتأمل في نمط الكتاب توصلت إلى أنه ﵀ كان في أثناء هذه المراجعة وبعدها يتغير رأيه في الكتاب فيضيف ويحذف، ويشطب وينقل، ويستدرك ويصوِّب، ونحو ذلك من التصرفات التي تدل على أن النسخة التي نتعامل بها هي بخط الشيخ إبراهيم وكأنها كانت مسوَّدةً لكتابه، لكنها مسوَّدة محرَّرةٌ -كما أسلفت - من حيث: وجود المقابلة عليها، وتعقيب أغلب الإلحاقات الموجودة في هامش النسخة بالتصحيح أعني: كلمة (صح).
• كان قد وقع غلط في نسبة هذا الكتاب لغير الشيخ إبراهيم، حين نسبه البعض إلى الشيخ صالح البهوتي. ومما يثبت خطأ هذه النسبة أني أجريت مقارنةً بين كتاب الحج في المخطوط وكتاب بغية المتتبع بحكم كون كلٍّ منهما في المناسك، فوقفت من ذلك على ما يشير إلى أن مؤلفهما واحدٌ. ومن ذلك:
- التوافق في الخط، وقد كان محقق البغية قد نسب إحدى النسخ إلى خط المؤلف نفسه، وكتابنا - مسلك الراغب - كتبه المؤلف بخطه أيضًا -كما سيأتي -.
- التوافق في صيغة النقل عن شيخه البهوتي وهي قوله - في الكتابين -: "قال شيخنا"، ويُتبع ذلك باسم الكتاب، وهو إما شرحه على المنتهى أو الإقناع أو حاشيته عليهما.
(١) ومما يدل على هذا أنه حقق في ست رسائل علمية في جامعة أم القرى.