للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معتدٍّ به. وإن كان وَطِئَ المتمتعُ بعدَ حِلهِ من العمرةِ وفَرَضَ أنه كانَ طافَ بلَا طَهَارةٍ (١)، حكمْنَا بأنه أدخلَ حجًا على عمرةٍ فاسدة، فلا يصحُّ إدخالُ الحجِّ علَيْهَا، ويلغُو ما فعلَهُ من أفعال الحج، ويتحللُ بطوافِه - الذي نواهُ لحجِّه - من عمرتِهِ الفاسدة، وعليه دمان، دمٌ للحلقِ، ودمٌ للوطءِ في عمرتِهِ، ولا يحصلُ له حجٌّ ولا عمرة. ولو قَدَّرَ الطوافَ بلا طَهارةٍ من الحجِّ لم يلزمْهُ أكثرَ منْ إعادةِ الطوافِ والسعي للحجِّ، ويحصل له الحج والعمرةُ (٢)؛ لحصول الوطء زمن الإحلال.

[(فصل)]

ثم يخرجُ للسَّعْي من باب الصفا (٣) فيرقى الصفا؛ ليرى البيتَ، فيستقبلُه، ويكبر ثلاثًا (٤)، ويقول ثلاثًا: "الحَمدُ لله عَلَى مَا هَدَانَا، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، (لَهُ) (٥) المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيْتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ" (٦). قال في "الإقناع": "ويقول: "اللَّهُمَّ اعْصِمْنِيْ بِدِيْنِكَ،


= لأنه وقع بعد طواف معتدٍّ به. لكن يمكن أن يقال بإعادةِ السعي مطلقًا، على مبدأ الاحتياط، كما سبق في قول الشيخ البهوتي وأنه يحتمل أن يكون طوافه الثاني هو الواقع بغير طهارة، فكما لا يبرأ من الطواف إلا بيقين، فكذلك في السعي. والله أعلم.
(١) يعني: على التقدير الأشد، وهو: جعلُ طوافِ العمرة هو الذي بلا طهارةٍ من العمرةِ.
(٢) انظر في هذه المسألة: الشرح الكبير ٣/ ٢٩٩، الفروع ٦/ ٤٣، شرح منتهى الإرادات ١/ ٥٧٦، مطالب أولي النهى ٢/ ٤٠٢.
(٣) باب الصفا: ويُعرَف قديمًا بباب بني مخروم، لأنهم كانوا ساكني تلك الجهة، وسمي بباب الصفا؛ لأن الخارج منه يستقبل الصفا، أنشأه الخليفة محمد المهدي سنة ١٦٤ هـ، ويعلو عن أرض الرواق بعشر درجات، وبعلوِّه ٢٩ شرفة. انظر: تحصيل المرام ١/ ٣٨١، تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٢١.
(٤) انظر: المقنع ١٢٥، شرح الزركشي ١/ ٥٢٠، الإقناع ٢/ ١٣.
(٥) زيادة يقتضيها السياق.
(٦) انظر: التنقيح المشبع ١٠٧، منتهى الإرادات ١/ ٢٠١، الروض المربع ١/ ٥٠٥.
وزاد بعضهم: "لَا إِلَهَ إِلا الله، وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِياهُ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ". انظر: الهداية ١٢١، المستوعب ١/ ٥٨٢، المقنع ١٢٥، المحرر ١/ ٢٤٦، التوضيح ٢/ ٥٢٠. والذكرُ أخرجه مسلم في حديث جابر الطويل، في كتاب الحج، باب حجة النبي (١٢١٨) ٢/ ٨٨٦. بدون: الحمد، ولا قوله: "يُحيِي وَيُمِيتُ، وهُو حيٌّ لا يمُوتُ، بيدِهِ =

<<  <  ج: ص:  >  >>