للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنبيه في فضل الفقه والعلم، وفي الترغيب في طلب العلم، على ما يسره الله تعالى من مزيد لطفه، ومَنَّ بجمعه على عبده بجوده وعطفه

فمن "تبصرة المبتدئ" (١) للعلامة الفهامة الوإعظ، صاحب الفوائد والفضائل والمواعظ، أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي البكري (٢) - تغمده الله تعالى برحمته، وأسكنه غرف جنته - بسنده المتصل عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه (٣)، عن رسول الله أنه قال: "إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا طمست - وفي نسخة: انطمست - النجوم أوشك أن تضل الهداة" (٤).

وروى ابن الحصين (٥)، عن صفوان بن عسال رضي الله تعالى


(١) الأحاديث الآتية في التبصرة ٢/ ٢٠١، ٢٠٢.
(٢) هو: الحافظ، جمال الدين، أبو الفرج، عبد الرحمن بن علي بن محمد البكري - نسبة إلى أبي بكر الصديق الجوزي ، ولد سنة عشر وخمسمائة أو قبلها، كان إمام عصره في الوعظ، وصنف في فنون العلم، ومن ذلك: "الإنصاف في مسائل الخلاف"، و"التحقيق"، و"مناقب الإمام أحمد". توفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة. ينظر: ذيل طبقات الحنابلة ١/ ٣٩٩، المقصد الأرشد ٢/ ٩٣.
(٣) هو: أبو حمزة، أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي ، خادم رسول الله ، كان يتسمى بذلك، ويفتخر به، وهو أحد المكثرين من الرواية، قدم النبي المدينة وهو ابن عشر سنين، وتوفي سنة تسعين، وقيل بعد ذلك. ينظر: الاستيعاب ١/ ١٠٩، أسد الغابة ١/ ١٩٢، الإصابة ١/ ١٢٦.
(٤) رواه أحمد ٣/ ١٥٧، قال الهيثمي في مجمع الزوائد ١/ ١٢٦: "فيه رشدين بن سعد، واختلف في الاحتجاج به، وأبو حفص صاحب أنس مجهول".
(٥) هو: أبو القاسم، هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني ، ولد سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وأسمعه والده في صباه مسند الإمام أحمد من أبي علي بن المُذْهَب، وقصده الطلاب من الأقطار، وصارت الرحلة إليه، وروى عنه ابن الجوزي وغيره. توفي سنة خمس وعشرين وخمسمائة. ينظر: الوافي بالوفيات ٢٧/ ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>