للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كتاب الطهارة] (١)

(كتاب) هو خبر لمبتدأ محذوف، تقديره هذا كتاب، وهو مصدر كالكتْب، والكتابة بمعنى الجمع، ومنه الكتيبة - بالمثناة من فوق - للجيش، والكتابة بالقلم بجمع الكلمات والحروف (٢). والقصد به هنا: المكتوب، الجامع لمسائل الطهارة؛ من بيان أحكامها، وما يوجبها، وما يتطهر به، ونحو ذلك (٣).

بداءة المصنف به اقتداءً بالأئمة؛ كالشافعي رضي الله تعالى عنه (٤)؛ لأن آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين الصلاة، والطهارة شرطها، والشرط مقدم على المشروط. وقد يقال: حيث إن من الأولوية البداءة بما هو آكد، فالبداءة بأحكام الشهادتين أولى؟

الجواب: أن الشهادتين مندرجتين (٥) في ضمن الطهارة معنًى؛ لأنهما طهارة الباطن، فحصلت البداءة بهما ضمنًا.

وبدؤا أيضًا بربع العبادات؛ اهتمامًا بالأمور الدينية، والمعاملات على النكاح؛ لأنه سبب ضروري يتساوى فيه الكبير والصغير، وشهوة الأكل والشرب مقدم (٦) على


(١) ما بين المعقوفتين ليس في الأصل.
(٢) ينظر: لسان العرب ١/ ١٦٥، القاموس المحيط ص ١٦٥، مادة: (كتب).
(٣) ينظر: المطلع ص ٥، الدر النقي ١/ ٢٦.
(٤) هو: الإمام، أبو عبد الله، محمد بن إدريس بن العباس الشافعي ، ولد بغزة سنة خمسين ومائة، وتفقه على مسلم بن خالد الزنجي - مفتي مكة - وأذن له في الإفتاء وعمره خمس عشرة سنة، ثم لازم الإمام مالك بالمدينة، ومن مصنفاته: "الأم"، و"الرسالة". مات بمصر سنة أربع ومائتين. ينظر: طبقات الفقهاء للشيرازي ص ١٨٧، سير أعلام النبلاء ١٠/ ٥، شذرات الذهب ٢/ ٩.
وقد ابتدأ كتابه "الأم" بالطهارة ١/ ٣.
(٥) كذا في الأصل. والصواب: مندرجتان.
(٦) كذا في الأصل. والأنسب أن يقال: مقدمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>