للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتى الصفا (١)، فعَلَا عليه .. " الحديث (٢). فيسعى (بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ)؛ لأنه يجب استيعاب ما بينهما؛ لفعله (٣).

(وَوَاجِبَاتُهُ) أي: واجِبَات الحج (سَبْعَةٌ).

الأول: الإحْرَامُ مِنَ المِيْقَاتِ (٤)، كما تقدم في باب الإحرام (٥).

(وَ) الثاني: (الوُقُوفُ) بعرفةَ (إِلَى الغُرُوب) أي: غروبِ الشمس (٦)؛ لحديث: "مَنْ أَدْرَكَ عَرَفَاتٍ بِلَيْلٍ فَقَدْ أَدْرَكَ الحَجَّ" (٧). (لِمَنْ وَقَفَ نَهَارًا) ولم يقف ليلًا (٨). فعليه لعدم وقوفه ليلًا دمٌ (٩)؛ لتركه الواجبَ. بخلاف من وقفَ ليلًا فقط، فلا دم عليه (١٠).

(وَ) الثالث: (المَبِيْتُ لَيْلَةَ النَّحْرِ بِمُزْدَلِفَةَ) (١١)، وسميت مزدلفة (١٢) من


(١) الصفا: أكمة صغيرة منقطعة من جبل أبي قُبيس، واقعة في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام، قريبًا من باب الصفا، والمسعى بين الصفا والمروة هو وادي إبراهيم، يجري بين الأكمتين فيغمر المسجد الحرام إذا اجتاحته السيول. انظر: في رحاب البيت الحرام ٢٧٦، معالم مكة ١٥٢، الاستبصار ٢٩.
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب فتح مكة، (١٢٢٧) ٢/ ٩٠١.
(٣) لأنه كان يرقى على كل واحد منهما في سعيه بينهما -كما جاء ذلك في حديث جابر الطويل في صفة حجة النبي عند مسلم -، فاستوعب سعيه ما بينهما لزومًا.
(٤) انظر: الهداية ١٢٧، المحرر ١/ ٢٤٤، الروض المربع ١/ ٤٢٥.
(٥) في أول الباب. عند الكلام على الركن الأول.
(٦) انظر: الشرح الكبير ٣/ ٤٣٥، شرح الزركشي ١/ ٥٧١، منتهى الإرادات ١/ ٢٠٩.
(٧) أخرجه الدارقطني من حديث ابن عمر بلفظ: "منْ وَقَص … "، وقال: "فيه رحمة بن مصعب ضعيف ولم يأت به غيره" ٢/ ٢٤١، وضعفه ابن الجوزي في التحقيق ٢/ ١٥٧، وأورده ابن عدي في الكامل وضعفه بابن أبي ليلى ٦/ ١٨٦.
ويُروىَ موقوفًا على ابن عمر عند الشافعي قال: "مَن أدرَكَ ليلةَ النَّحْرِ منَ الحاجِّ فوقفَ بجِبَالِ عَرفَةَ قبلَ أنْ يطْلُعَ الفجرُ فقَدْ أدرَكَ الحجَّ" (١١٢٠) ٣/ ٤١٤، صححه ابن حجر في التلخيص ٢/ ٥٩١.
(٨) انظر: المستوعب ١/ ٥٨٧، شرح الزركلي ١/ ٥٧١، التوضيح ٢/ ٥٣٤، كشاف القناع ٢/ ٥٢١.
(٩) انظر: مختصر الخرقي ٦٢، المبدع ٣/ ٢٣٤، معونة أولي النهى ٣/ ٤٣١.
(١٠) انظر: المستوعب ١/ ٥٨٧، شرح الزركشي ١/ ٥٣٥، الروض المربع ١/ ٥٠٩.
(١١) انظر: الهداية ١٢٧، المقنع ١٣١، الإقناع ١/ ٣٥.
(١٢) مزدلفة: هي أحد مشاعر الحج، ومبيت الحجاج، وأول حدِّها غربًا: عند انقطاع وادي =

<<  <  ج: ص:  >  >>