للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاب الجَنائز

بفتح الجيم، جمع جِنازة بالكسر. وقيل: بالفتح للميت، وبالكسر للنعش الذي عليه الميت. وقيل: عكسه. والنعش من غير ميت يقال له: سرير. مشتقة من جنز، من باب ضرب إذا ستر (١). ووضع هذا الكتاب هنا؛ لأنه أهم ما يفعل بالميت: الصلاة عليه؛ لأنه كان حقه أن يوضع بين الوصايا والفرائض.

(يسن الاستعداد للموت) بالتوبة من المعاصي، والخروج من المظالم (٢)؛ لقوله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا﴾ [الكهف: ١١٠]. والتوبة، ونحوها، واجب على الفور. والمستحب إنما هو ملاحظته في ذلك الخوف من الله تعالى، والعرض عليه، والسؤال عنه، وغيره مما يقع له بعد الموت (٣) (و) يسن (الإكثار من ذُكْرِه) (٤) أي: ذُكْر الموت (٥)؛ لقوله : "أكثروا من ذكر هاذم اللذات" رواه البخاري (٦). بالذال المعجمة، أي: الموت (٧).


(١) ينظر: المطلع ص ١١٣، الدر النقي ١/ ٢٩٢.
(٢) ينظر: كفاية المبتدي ١/ ٨٩، غاية المنتهى ١/ ٢٥٩.
(٣) ينظر: كشاف القناع ٤/ ١٣.
(٤) قال اللبدي في حاشيته ص ١٠٢؛ "هو بضم الذال المعجمة بمعنى التذكر، وبكسرها يكون بمعنى النطق به، وليس مرادًا. لكن ذكر بعض أهل اللغة أنه يصح أن يكون مكسور الذال بمعنى التذكر، فعلى هذا يقرأ بهما. تأمل".
(٥) ينظر: المستوعب ٣/ ٩٣، الإقناع ١/ ٣٢٧، المنتهى ١/ ١٠٥.
(٦) لم أقف عليه في صحيح البخاري.
وهو من حديث أبي هريرة . أخرجه الترمذي، في كتاب الزهد، باب ما جاء في ذكر الموت، رقم (٢٣٠٧)، ٤/ ٥٥٣، وقال: "هذا حديث حسن غريب"، والنسائي، في كتاب الجنائز، باب كثرة ذكر الموت، رقم (١٨٢٤)، ٤/ ٤، وابن ماجة، في كتاب الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له، رقم (٤٢٥٨)، ٢/ ١٤٢٢، وصححه الألباني في الإرواء رقم (٦٨٢).
(٧) ينظر: تاج العروس ٣٤/ ٨١، مادة: (هذم).

<<  <  ج: ص:  >  >>