كتاب مسلك الراغب لشرح دليل الطالب

فصل مكة أفضل من المدينة - تنبيه: وحد الحرم المكي - ج: 2 - ص: 133

تنبيهٌ: وحدُّ الحرمِ المكيِّ: من طريقِ المدينةِ: ثلاثةُ أميالٍ، عندَ "بُيوتِ السُّقيَا" (١)، وهي دونَ التنعيمِ (٢)، ويعرفُ الآنَ بـ "مساجدَ عائشةَ" (٣). وحدُّه من طريقِ اليمنِ: سبعةُ أميالٍ، عندَ "أضَاءَةِ لِبْن" (٤) - "أضَاةِ" بضادٍ معجمةٍ، و"لِبْن" بكسرِ اللامِ، وسكونِ الباءِ الموحدةِ - (٥). وحدُّه مِن طريقِ - العراقِ (٦): سبعةُ أميالٍ

---

(١) انظر: الهداية ١١٩، المستوعب ١/ ٥٧٢، منتهى الإرادات ١/ ١٩٦.
(٢) بيوت السقيا: هي بيوت نِفار، وهي غير معروفة اليوم. ولم أجد من سماها من المؤرخين ببيوت السقيا، لكن لعل ذلك لأن بها سقاية للسلطان عند مسجد عائشة. انظر: أخبار مكة للفاكهي ٣/ ٩٧، ٥/ ٨٩ تحفة الراكع الساجد ٧٦، حاشية الروض المربع ٤/ ٧٥.
(٣) مسجد عائشة: هو مسجد التنعيم عند الأكثر، وهو مكان معروف للإحرام بألعمرة لأهل مكة.
ولكن ذكر قطب الدين النهروالي أن مسجد عائشة بعيد عن الأميال التي هي حد الحرم، وكان يسمى مسجد الهليلجة، وقد تهدم المسجد وما بقي منه إلا أثر جدران قائمة، وأنَّ المعتمرين يقتصرون على أميال الحرم، ويبرزون عنها قليلًا ويحرمون بالعمرة، ولا يذهبون إليه من أجل أنه قد دُرس محلُّه لخرابه. وعلى هذا فمسجد عائشة خارج الحرم، وهو أبعد من مسجد التنعيم المعروف اليوم بمسجد عائشة. انظر: في رحاب البيت الحرام ٣٢٧، معالم مكة ٢٧٤، تحصيل المرام ١/ ٤٧٤، مرآة الحرمين ٣٤٣.
(٤) انظر: المبدع ٣/ ٢٠٦، الإقناع ١/ ٦٠٨، غاية المنتهى ١/ ٣٩٥.
(٥) الأضاءة: واحدة الأَضاء - بالمد -، وهي: الغدير، وهو الماء المستنقع المجتمع من سيل أو غيره، ويُقَال: أضَاة، وجمعها: أضًا - بالقصر -، ولِبْن: هو جبل في جنوب غرب مكة، يضرِبُ لونُه إلى البياض، والأضاة عنده، يسمّيه بعضهم اليوم: "لُبَين"، على بعد ٦ كم من المسفلة، وهو سلسلة من الجبال الصغيرة، ممتدة إلى الجنوب، وتعرف المنطقة اليوم بالعُكيشية، على بعد ١٧ كم، وقيل: ١٢ كم من المسجد الحرام. انظر: الصحاح ٦/ ٢٢٧١، المخصص ٣/ ٣٦، أخبار مكة للفاكهي ٥/ ٩٧، معالم مكة ٢٣٦، أحكام الحرم المكي ٣٥.
(٦) العراق: في الماضي: من الموصل إلى عبادان طولًا، ومن القادسية إلى حلوان عرضًا، يجري فيه نهرا دِجلة والفرات. ويقع في القسم الشمالي الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وهو اليوم يحده شمالًا: تركيا، وشرقًا: إيران، وجنوبًا: الكويت، والخليج العربي، والسعودية والأردن في الجنوب الغربي، وسوريا في الشمال الغربي، من أعظم مدنه: البصرة، وبغداد، والموصل. انظر: مسالك الاصطخري ٥٦، معجم الأمكنة ٣١٩، تقويم البلدان ١٣٠.