للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على تَكرِمته (١) إلا بإذنه" رواه مسلم (٢).

(ثم) إن استويا، فـ (ـــــــــــالأشرف) وهو من كان قرشيًا، فيقدم منهم بنو هاشم؛ لقربهم من رسول الله ، ثم قريش (ثم) إن استويا، فالأقدم هجرة منهم، ثم إن استويا، فـ (ـــــــالأتقى (٣)، والأوْرَع) (٤) منهم؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: ١٣] (ثم) إن استووا في الكل، وتشاحوا (يقرع) بينهم (٥).

(وصاحب البيت، وإمام المسجد، ولو) كان (عبدًا) فيهما (أحق) بالإمامة ممن تقدم، إن كان ممن يصح إمامتهما (٦) (والحر أولى) بالإمامة (من العبد) ما لم يكن صاحب بيت، أو إمام مسجد، كما تقدم، لكن سيد العبد ببيت عبده أولى بالإمامة منه (٧)؛ لولايته عليه (والحاضر، والبصير، والمتوضئ، أولى من ضدهم) فالحاضر المقيم أولى بالإمامة من المسافر سفر قصر، والبصير أولى من الأعمى، والمتوضئ أولى من المتيمم (٨).

(وتكره إمامة غير الأَولى) مع وجود الإمام الأَولى، إذا كان (بلا إذنه) وأما مع إذنه، فلا كراهة (٩).

(ولا تصح إمامة الفاسق) لقوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا


(١) التكرمة: الموضع الخاص لجلوس الرجل؛ من فراش، أو سرير، مما يعد لإكرامه. ينظر: النهاية في غريب الحديث ٤/ ١٦٨.
(٢) صحيح مسلم، كتاب المساجد، رقم (٦٧٣)، ١/ ٤٦٥.
(٣) التقوى: كما قال طلق بن حبيب: "أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله" قال ابن القيم: "وهذا أحسن ما قيل في حد التقوى". ينظر: الرسالة التبوكية ص ٩.
(٤) الورع: التحرج عن الشبهات. وقيل: ترك ما يخشى ضرره في الآخرة. ينظر: مشارق الأنوار ٢/ ٢٨٣، الفوائد ص ١١٨.
(٥) ينظر: المبدع ٢/ ٦١، الإنصاف ٤/ ٣٤٠، شرح المنتهى ١/ ٥٥٦.
(٦) ينظر: كفاية المبتدي ١/ ٦٨، التنقيح ص ١٠٨، معونة أولي النهى ٢/ ٣٦٣.
(٧) ينظر: كفاية المبتدي ١/ ٦٨، الإنصاف ٤/ ٣٤٩، كشاف القناع ٣/ ١٩٣.
(٨) ينظر: كفاية المبتدي ١/ ٦٨، التنقيح ص ١٠٨، شرح المنتهى ١/ ٥٥٩.
(٩) ينظر: الكافي ١/ ٤٢٧، التنقيح ص ١٠٨، معونة أولي النهى ٢/ ٣٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>