للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لحديث أبي هريرة، عن النبي قال: "قال رجل (١): لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته، فوضعها في يد غني، فأصبحوا يتحدثون: تصدق على غني، فأتي، فقيل له: أما صدقتك فقد تقبلت، فلعل الغني يعتبر، فينفق مما أعطاه الله تعالى" (٢)، وروي "أن النبي أعطى الرجلين الجَلْدَين (٣)، وقال: ولا حظ فيها لغني، ولا قوي مكتسب" (٤)، ولو اعتبر حقيقة انتفاء الغنى لما اكتفى بقولهما، ولأن الغنى يخفى.

(وسن) تعميم الأصناف الثمانية، بلا تفضيل بينهم، إن وجدت، وسن (أن يفرق الزكاة على أقاربه اللذين لا تلزمه نفقتهم، على قدر حاجتهم) كما تقدم في محله (٥) (و) سن تفرقته (على ذوي أرحامه) ورثوا الميت؛ لعدم غيره من الوارث، أو لم يرثوا؛ لقوله : "الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنـ[ـتـ]ـان (٦): صدقة، وصلة" (٧)، حديث حسن. حتى مع العداوة؛ لقوله : "تصل من عاداك" (٨)، ولحديث: "أفضل الصدقة، الصدقة على


(١) قال الحافظ في فتح الباري ٣/ ٢٩٠: "لم أقف على اسمه، ووقع عند أحمد [٢/ ٣٥٠] من طريق ابن لهيعة، عن الأعرج في هذا الحديث، أنه كان من بني إسرائيل".
(٢) متفق عليه. صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب إذا تصدق على غني وهو لا يعلم، رقم (١٣٥٥)، ٢/ ٥١٦، ومسلم، كتاب الزكاة، رقم (١٠٢٢)، ٢/ ٧٠٩.
(٣) تثنية الجَلْد، وهو القوي الشديد. ينظر: مشارق الأنوار ١/ ١٤٩.
(٤) هو من حديث عن عبيد الله بن عدي، قال: أخبرني رجلان أنهما أتيا النبي في حجة الوداع، وهو يقسم الصدقة … أخرجه أبو داود، في كتاب الزكاة، باب من يعطى من الصدقة وحد الغنى، رقم (١٦٣٣)، ٢/ ١١٨، والنسائي، في كتاب الزكاة، باب مسألة القوي المكتسب، رقم (٢٥٩٨)، ٥/ ٩٩، وأحمد ٤/ ٢٢٤، وقال: "ما أجوده من حديث" ينظر: المحرر ص ٣٥١، وصححه الألباني في الإرواء رقم (٨٧٦).
(٥) ص ٥٦٢.
(٦) في الأصل: (اثنان)، والمثبت ما في مصادر التخريج.
(٧) هو من حديث سلمان بن عامر الضبي . أخرجه الترمذي، في كتاب الزكاة، باب ما جاء في الصدقة على ذي القرابة، رقم (٦٥٨)، ٣/ ٤٦، وقال: "حديث حسن"، والنسائي، في كتاب الزكاة، باب الصدقة على الأقارب، رقم (٢٥٨٢)، ٥/ ٩٢، وابن ماجه، في كتاب الزكاة، باب فضل الصدقة، رقم (١٨٤٤)، ١/ ٥٩١، وحسنه أيضًا الألباني في الإرواء رقم (٨٨٣).
(٨) لم أقف عليه بهذا اللفظ. بل بلفظ: "تصل من قطعك"، وهو من حديث عقبة بن عامر . أخرجه أحمد ٤/ ١٤٨ و ١٥٨، والحاكم ٤/ ١٧٨، قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٨/ ١٨٨: =

<<  <  ج: ص:  >  >>