للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدِهما، ونحوِهما؛ لأنهُما منَ اللبسِ. وكالقفازينِ (١) لليدينِ، كما يُعملُ للبُزاةِ (٢). قالَ القاضي (٣) وغيرُه: "ولو كانَ المخيطُ غيرَ معتادٍ لُبسُه، كجَوربٍ (٤) وخفٍّ لَبِسَهُ في يدِه، أو لَبِسَه في رأسِه" (٥)؟؛ لحديثِ ابنِ عمرٍ: سُئلَ رسولُ اللهِ ما يَلبسُ المحرمُ منَ الثيابِ؟ فقالَ: "لَا يَلْبَسُ القُمُصَ (٦)، وَلَا العِمَامَةَ (٧)، وَلَا البُرْنُسَ (٨)، وَلَا


(١) القفاز: لباس الكَفِّ، وهو شيء يعمل لليدين يُحشى بقطن بطانة وظهارة، ويصنع من الجلود واللُّبود، وله أزرار تُزرَّر على الساعدين، وهو من لِبْسة نساء الأعراب. ومنه: استعير التقفز بالحنَّاء. انظر مادة: (قفز)، تاج العروس ١٥/ ٢٨٥، المحكم ٦/ ١٥٩.
(٢) البُزَاةُ: جمع بازي، طائر جارح يُستخدم في الصيد. والمقصود به: أن الصائد يجعل في يده كيسًا من أدم يجعله تحت رجلي البازي أو الصقر حين يقف عليه. ويقال له بالفارسية: الدِّستَبَانِ. انظر: المخصص ٢/ ٣٣١، ٢/ ٣٣٧، مادة: (بوز)، الصحاح ٣/ ٨٦٧.
(٣) إذا أطلق القاضي عند الحنابلة فإنهم يعنون به: القاضي أبا يعلى. المدخل لابن بدران ٢١٦.
وهو: أبو يعلى، محمد بن الحسين بن محمد بن خَلَف الفرَّاء، تقدمت ترجمته في الجزء الأول.
(٤) الجورب، معرَّب، وهو: لفافة الرجل، يُلبس من القماش ونحوه إلى ما فوق الكعبين، وجمعه جوارب. وهو لباس فارسي الأصل، ويصنع أيضًا من القطن والصوف. انظر مادة: (جرب)، لسان العرب ١/ ٢٥٩. معجم لغة الفقهاء ١٦٩، الموسوعة العربية العالمية، مادة: (الخف).
(٥) نقله عنه: ابن مفلح في الفروع ٥/ ٤٢٠، والمرداوي في الإنصاف ٣/ ٤٦٦، ولفظه عندهما: "كجوربٍ في كَفٍّ، وخُفٍّ في رأسٍ". وهي أوضح من عبارة المصنف.
(٦) القُمص: جمع قميص، وهو: ثوبٌ مخيط بكُمَّين غير مُفرَّجٍ، يُلبس تحت الثيابِ، وقيل: لا يكون إلا من قطن وكَتَّان. وقميص المرأة يقال له: الدِّرع. انظر مادة: (قمص)، تاج العروس ١٨/ ١٢٨. فقه اللغة ٢٤٧.
(٧) العمامة ومثلها: القَلَنسوة: هي ما يُلاث على الرأس تكويرًا، وجمعها: عمائم وعِمام، ويقال لها: "خِمار": إذا غطَّى بها رأسه ودارها من تحت الحَنَك. وأكوَارُ العمامة: هي داراتها على الرأس. والذؤابة والعذابة: هي طرف العمامة إذا أسدل من وراء. انظر مادة: (كور)، المحيط في اللغة ٦/ ٣١٨، مادة: (خمار)، المعجم الوسيط ١/ ٢٥٥. المخصص ١/ ٣٩٢، ٥/ ٣١.
(٨) البُرنس: قلَنسوة طويلة كان النُّسَّاك يلبسونها في صدر الإسلام، وقيل: البُرنس: كل ثوب رأسه منه ملتزق به، سواء كان دُرَّاعة أو جُبَّة أو مِمطرًا. وقيل: يكون معه قَلَنسوة طويلة ورداء ذو كُمَّين يُلبس بعد الاستحمام. انظر: معجم متن اللغة ١/ ٢٨٤، المخصص ١/ ٣٩١، مادة: (برنس)، المعجم الوسيط ١/ ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>