للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلغَهَا جَمَعَ بينَ المغربِ والعشَاءِ قبلَ حطِّ رحلِهِ - استحبابًا - بأذانٍ وإقامتَينِ، ولا يَتطوَّعُ بينَهُما (١). ثم يبيتُ بهَا حتى يصلِّي الفجرَ (٢)، وإنْ جاءَ مزدَلِفَةَ بعدَ الفجرِ فعليه دمٌ (٣)؛ لتركهِ الواجبَ. وإن دفعَ - غيرُ رعاةٍ وسُقاةٍ - قبلَ نصفِ اللَّيلِ فعليهِ دمٌ إن لم يعُد إليهَا قبلَ الفجرِ (٤). فإذا أصبحَ صلى الصبْحَ بغَلَسٍ (٥) أولَ وقتِهَا (٦)، ثمَّ يأْتي المشعَرَ الحرَامَ (٧)، فيرقَى عليه معَ الإمكانِ، وإلا وقفَ عندَه (٨)، ويحمَدُ اللهَ تعَالى، ويهلِّلُهُ، ويكبرُه، ويدعُو (٩)، ويقول: "اللَّهُمَّ كَمَا وَقَّفْتَنَا فِيْهِ وَأَرَيْتَنَا إِيَّاهُ فَوَفِّقْنَا لِذِكْرِكَ كَمَا هَدَيْتَنَا، وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا كَمَا وَعَدْتَنَا بِقَوْلِكَ - وَقَوْلُكَ الحَقُّ -: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (١٩٨) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٩٩)[البقرة] (١٠). ثُمَّ لَا يزالُ يدعُو إلى أنْ يُسْفِرَ جِدًّا (١١).


(١) انظر: الكافي ١/ ٤٤٣، الشرح الكبير ٣/ ٤٣٩، الفروع ٦/ ٥٥، المبدع ١/ ٣٢٦.
(٢) استحبابًا. انظر: الهداية ١٢٢، الوجيز ١٤٦، غاية المنتهى ١/ ٤٠٩.
(٣) انظر: المستوعب ١/ ٥٨٧، المقنع ١٢٧، التوضيح ٢/ ٥٢٦.
(٤) انظر: الشرح الكبير ٣/ ٤٤٢، التنقيح المشبع ١٠٨، منتهى الإرادات ١/ ٢٠٤.
(٥) الغلَس: ظلمة آخر الليل، وأول الصبح حتى ينتشر في الآفاق، وكذلك الغبس، وهما سواد مختلط ببياض وحُمرة. وأول وقت الفجر: غبش، ثم غبس، ثم غلس. انظر مادة: (غلس)، الصحاح ٣/ ٩٥٦، لسان العرب ٦/ ١٥٦، النهاية في غريب الحديث ٢/ ٢٨٦.
(٦) انظر: المغني ٥/ ٢٨٢، المحرر ١/ ٢٤٦، المبدع ٣/ ٢٣٧.
(٧) اختلف في تعيينه، فقيل: هو المزدلفة كلها، روي ذلك عن عبد الله بن عمرو، وابن عمر، وسعيد بن جبير، وعطاء، وهو قول جمهور أهل الحديث. وقيل: هو المكان المسمى جبل قُزح في وسط المزدلفة، كانت عليه منارة من حجارة مطروَّة بالجيار، بارتفاع ١٢ ذراع، وكان يوقد عليه بالنار، ثم أزيلت هذه المنارة اليوم. وهذا قول جمهور الفقهاء. انظر: أخبار مكة للفاكهي ٤/ ٣١٩، تحصيل المرام ١/ ٤٦١، في رحاب البيت الحرام ٣٠١.
(٨) انظر: الهداية ١٢٣، الوجيز ١٤٦، زاد المستقنع ٩١.
(٩) انظر: المقنع ١٢٧، الفروع ٦/ ٥١، الإقناع ٢١.
(١٠) انظر: الهداية ١٢٣، المستوعب ١/ ٥٨٨، عمدة الفقه ٤٣.
(١١) انظر: الكافي ١/ ٤٤٤، الوجيز ١٤٧، المبدع ٣/ ٢٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>