للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخبرِ (١)، ولا ما رُمِي بالجمرةِ (٢)؛ لأنها استُعمِلَتْ في عبادةٍ، ولا بغيرِ الحصا - كجَوهَرٍ، وفضَّةٍ ونحوهما - (٣).

فإذا وصل منى - وحدُّهَا: من وادِي مُحَسِّر (٤)، إلى جمرَةِ العَقَبَةِ (٥) - بدأَ بها فرمَاها بسبع حصَياتٍ (٦). ويسنُّ أن يرميَهَا راكبًا (٧)، بعدَ طلوعِ الشمسِ (٨). فإنْ رمَى بعدَ نصفِ ليلَةِ النحرِ أجزأَهُ (٩). ويشترط الرمي، فلا يجزئ الوضع (١٠). ويشترطُ أن


(١) يعني به: حديث ابن عباس - وكان رديف رسول الله أن رسول الله قال حين دخل محسرًا: "عَلَيْكُمْ بِحَصَى الخَذْفِ الَّذِي يُرْمَى بِهِ الجَمْرِةَ". أخرجه مسلم في كتاب الحج، باب استحباب إدامة الحاج التلبية (١٢٨٢) ٢/ ٩٣١.
(٢) انظر: الهداية ١٢٣، الشرح الكبير ٣/ ٤٥٢، الفروع ٦/ ٥١.
(٣) انظر: الوجيز ١٤٧، شرح الزركشي ١/ ٥٣٩، المبدع ٣/ ٢٤٠.
(٤) وادي محسِّر - بضم الميم وفتح الحاء المهملة وتشديد السين -: وادٍ صغير يأتي من الجهة الشرقية لجبل ثبير الأعظم، ويذهب إلى وادي عُرَنة، فإذا مرَّ بين مِنىً ومزدلفة كان الحد بينهما، فيتجه جنوبًا، مارًا بعين الحُسَيْنِيَّة ثم بعُرَنة، وعرضه: خمسمائة وأربعون ذراعًا، وأوله: القرن المشرف من الجبل على يسار الذاهب إلى منى، ويسمى: وادي النار، والمهلَّل. والصحيح: أنه ليس من منى ولا من مزدلفة. انظر: أخبار مكة للفاكهي ٤/ ٢٤٦، ٣١٨، تحفة الراكع الساجد ٩٢، معالم مكة ٢٤٨.
(٥) جمرة العقبة: هي الجمرة الكبرى، وهي أقرب الجمار إلى مكة، وهي تُنسب إلى "العَقبة" وأصلها: الجبل الطويل يعرض للطريق فيأخذ فيه. وهي العقبة التي بُويع النبي فيها بمكة، بينها وبين مكة نحو ميلين، وهي حد منى مما يلي مكة، ورميُها من أسفل الوادي. انظر: تحفة الراكع الساجد ٩٢، تحصيل المرام ١/ ٤٦٧، معجم الأمكنة ١٥٠، ٣٢٨.
(٦) يكبر مع كل حصاة. انظر: مختصر الخرقي ٦٠، الهداية ١٢٣، المحرر ١/ ٢٤٧.
(٧) المذهب - والله أعلم -: أنه يرميها ماشيًا، قال في الإنصاف: "على الصحيح من المذهب … وعليه أكثر الأصحاب" ٤٠/ ٣٤، وجزم به في غاية المنتهى ١/ ٤١١. وهو قول الأكثر، انظر: المستوعب ١/ ٥٩٠، الكافي ١/ ٤٤٥، الفروع ٦/ ٥٣، المبدع ٣/ ٣٩، شرح منتهى الإرادات ١/ ٥٨٤.
وفي المغني ما يشير إلى استحباب الرمي راكبًا؛ لأن النبي رماها راكبًا، ولأنه لا يُسّنُّ عندها وقوف، ولأنه لو سُنَّ له المشي إليها لشغله النزول عن البداية بها والتعجيل إليها. انظر: المغني ٥/ ٢٩٤، الشرح الكبير ٣/ ٤٥٠. واختار في الفروع والإقناع وشرح المنتهى للبهوتي أنه يرميها راكبًا إن كان راكبًا، وإلا فماشيًا. انظر: الفروع ٦/ ٥٣، الإقناع ٢/ ٢٢، شرح منتهى الإرادات ١/ ٥٨٤.
(٨) انظر: المقنع ١٢٨، التنقيح المشبع ١٠٨، منتهى الإرادات ١/ ٢٠٥.
(٩) انظر: المستوعب ١/ ٥٩٠، الوجيز ١٤٧، غاية المنتهى ١/ ٤١.
(١٠) انظر: المغني ٥/ ٢٩٦، الإنصاف ٤/ ٣٣، الروض المربع ١/ ٥١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>