للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفرض الفرائض، وأوجب الواجب، وسنّ السنن، وحدّد الحدود، وأشرق صبح الإيمان، وأفجر فجره.

أحمده حمدًا مترادفًا مستمرًا، يقبله من عبده كلما ذكره، وأشكره شكرًا متتابعًا متلازمًا متواصلًا، ينور به للشاكر قبره. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أجرى الله بها للعبد أجره. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الذي بعثه بالإيمان، وعز بالفتح نصره، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه، صلاة وسلامًا دائمين بكثرة.

وبعد: فالعلم أفضل شيء يتبع، وأحسن ما به يتمتع وينتفع. وأجل العلوم شرفًا وقدرًا، وأرفعها ذكرًا وفخرًا، وأظهرها عِلْمًا وعَلَمًا، وأكثرها حُكْمًا وحِكَمًا، وأبلغها ثوابًا، وأربحها (١) اكتسابًا، وأرجحها فضيلةً، وأنجحها وسيلةً؛ علم الفقه الشريف، وأحكام الدين المنيف، والإشراف على سر المسائل الفقهية، (٢) والوقوف على الأقوال الشرعية. فعند ذلك وجبت إعانة قاصديه، وترغيب مجتهديه ومريديه.

و (٣) لما (٤) رأيت "مختصر منتهى الإرادات" (٥) - أنزل الله تعالى على مؤلفه الرحمة والبركات - الموسوم بـ "دليل الطالب لنيل المطالب" للشيخ العلامة الفريد، والعمدة الفهامة الوحيد، بحر الطالبين والمحققين، كنز العارفين والمدققين، الشيخ مرعي الحنبلي - تغمده الله المولى العلي بالرحمة والرضوان، وأسكنه فسيح الجنان، بمنه وكرمه وجوده وعظمـ[ـتـ]ـه (٦) - وجدته مختصرًا في غاية الاختصار، كثيرَ المعاني، جليلَ الاعتبار، سبك فيه المسائل سبكًا، وفتك فيه بميادين البلاغة فتكًا.

لكنه يحتاج إلى شرح يحل [معاني] ألفاظه، ويوضح عباراته، ويعين قصَّاده وحُفَّاظَه. فاستخرت الله ، الذي ما خاب من استخاره، ولا ندم من التجأ إليه واستعانه واستجاره، وشمرت عن ساعد الاجتهاد بالإقدام، وانتصبت لفعل ذلك


(١) في الهامش: (كسبًا).
(٢) في الهامش: (والتمكن من).
(٣) في الهامش: (فقد).
(٤) في الهامش: (وهي أني لما رأيت أو اطلعت).
(٥) ينظر: ص ٣٣.
(٦) في الأصل: وعظمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>