للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خروج أطفال وعجائز وبهائم (١)، قال في الشرح: ولا يجوز إخراج البهائم (٢)، وأى دعاء دعا به جاز والأفضل بالوارد دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنه: "اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا هنيئًا مريئًا مريعًا غدقًا مجللًا سحًا عامًا طبقا دائمًا نافعًا غير ضار عاجلًا غير آجل (٣) اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحى بلدك الميت. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق. اللهم إن بالعباد والبلاد من البلاء والجهد

والضنك ما لا نشكوه إلا إليك. اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع واسقنا من بركات السماء وأنزل علينا من بركاتك. اللهم ارفع عنا الجوع والجهد والعرى، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك. اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا. فأرسل السماء علينا مدرارًا (٤) ويؤمنون ويستحب أن يستقبل القبلة في أثناء الخطبة، ثم يحول رداءه فيجعل ما على الأيمن على الأيسر وما على الأيسر على الأيمن رواه مسلم. ويفعل الناس كذلك (٥) ويتركونه حتى ينزعوا مع ثيابهم، ويدعو سرًا حال استقبال القبلة فيقول اللهم إنك أمرتنا بدعائك ووعدتنا إجابتك، وقد دعوناك كما أمرتنا فاستجب لنا كما وعدتنا إنك لا تخلف الميعاد. فإذا فرغ من الدعاء استقبلهم ثم حثهم على الصدقة والخير ويصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويدعو للمؤمنين والمؤمنات. ويقرأ ما تيسر ثم يقول: استغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، وقد تمت الخطبة فإن سقوا وإلا عادوا ثانيًا وثالثًا (٦) ويستحب ان يستسقى بمن ظهر صلاحه لأنه أقرب إلى إجابة الدعاء (٧) وإن

(١) (وبهائم) لأن الرزق مشترك بين الكل، روى البزار مرفوعًا "لولا أطفال ضع، وعباد ركع، وبهائم رئع، لصب عليكم العذاب صبًا" وروى أن سليمان خرج يستسقي فرأى نملة مستلقية وهي تقول اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن رزقك، فقال سليمان: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم.

(٢) (إخراج البهائم) لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يفعله، والاقتداء بالنبى - صلى الله عليه وسلم - أولى.

(٣) (غير آجل إلخ) رواه أبو داود عن جابر، ومن حديث عمرو بن شعيب.

(٤) (مدرارًا) أي دائمًا وقت الحاجة، وهذا الدعاء مروى عنه - صلى الله عليه وسلم -.

(٥) (ويفعل الناس كذلك) لأن ما ثبت في حقه ثبت في حق غيره ما لم يقم دليل على اختصاصه.

(٦) (وثالثًا) وقد روى "إن الله يحب الملحين في الدعاء" لأنه أبلغ في التضرع.

(٧) (إلى إجابة الدعاء) وذلك مع حضوره، لأن عمر استسقى بالعباس عم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: اللهم إن هذا عم نبيك - صلى الله عليه وسلم - نتوجه إليك به، قم يا عباس فادع الله، فما برحوا حتى سقاهم الله عز وجل. وروى أن معاوية استسقى بيزيد بن الأسود وقال له: ارفع يديك. واستسقى به الضحاك بن قيس مرة أخرى. وقال الإمام أحمد وغيره من العلماء في قوله "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق": والاستعاذة لا تكون بمخلوق اهـ. من الإنصاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>