أن يستعين بأهل الأهواء في شيء من أمور المسلمين (١) ويسن أن يخرج بهم يوم الخميس (٢) ويعرف العرفاء وهو القائم بأمر القبيلة أو الجماعة (٣). ويستحب أن يعقد الألوية البيض وهي العصائب تعقد على قناة ونحوها (٤) والرايات وهي أعلام مربعة ويغاير ألوانها ليعرف كل قوم رايتهم (٥) ويجعل لكل طائفة شعارًا يتداعون به عند الحرب (٦) ولا يغفل الحرس والطلائع، ويبعث العيون على العدو ممن له خبرة بالفجاج لا يخفى عليه أمرهم، ويمنع جيشه من الفساد والمعاصي (٧) ويخفى من أمره ما أمكن إخفاؤه وإذا أراد غزوة ورى بغيرها، ويقاتل أهل الكتاب والمجوس حتى يسلموا أو يعطوا الجزية، ولا يقبل من غيرهم إلا الإِسلام، ويجوز أن يبذل جعلًا لمن يعمل ما فيه غناء كمن يدل على ما فيه مصلحة للمسلمين، ويستحق الجعل بفعل ما جغل له فيه مسلمًا كان أو كافرًا
بشرط أن لا يجاوز ثلث الغنيمة، وله إعطاء ذلك ولو بغير شرط، وإن كان الجعل من بيت المال جاز مجهولًا (٨) فإن احتيج إلى جعل أكثر من الثلث جعله
(١)(من أمور المسلمين) من غزو وعمالة وغير ذلك، بخلاف اليهودي والنصراني.
(٢)(يوم الخميس) لحديث كعب بن مالك قال: "قل ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج في السفر إلا يوم الخميس" رواه البخاري: وعن صخر الغامدي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "اللهم بارك لأمتي في بكورها".
(٣)(أو الجماعة) من الناس لأنه عليه الصلاة والسلام عرف عام خيبر على كل عشرة عريفًا، ولأنه أقرب لجمعهم.
(٤)(ونحوها) وعن ابن عباس "كانت راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوداء ولواؤه أبيض" رواه الترمذي. وعن جابر "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة ولواؤه أبيض" رواه الترمذي.
(٥)(رايتهم) لقوله عليه الصلاة والسلام للعباس حين أسلم أبو سفيان "احبسه على الوادي حتى تمر به جنود الله فيراها. قال فحبسته حيث أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومرت به القبائل على راياتها".
(٦)(عند الحرب) لما روى سلمة بن الأكوع قال "غزونا مع أبى بكر زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان شعارنا أمت أمت" رواه أبو داود.
(٧)(والمعاصى) لأنها سبب الخذلان، وتركها داع للنصر وسبب للظفر.
(٨)(مجهولًا) لأنه عليه الصلاة والسلام جعل للسرية الثلث والربع مما غنموا وللقاتل سلب المقتول لأن الغنيمة كلها مجهولة.