وتقليل الطعام بحيث يضره. وليس من السنة ترك أكل الطيبات. ولا بأس بالجمع بين طعامين من غير خلط (١) ومن أذهب طيباته في حياته الدنيا واستمتع بها نقصت درجاته في الآخرة (٢) ولا تصنع بانقباض ويتكلف الانبساط. ويستحب الأكل مع الزوجة والولد (٣) ويسن لمن أكل مع جماعة أن لا يرفع يده قبلهم حتى يكتفوا (٤).
(فصل) ويستحب أن يباسط الإِخوان بالحديث الطيب والحكايات التي تليق بالحال إذا كانوا منقبضين، ويقدم ما حضر من الطعام من غير تكلف، ولا يحتقره لأنه نعمة من الله وإن قل. وإذا كان الطعام قليلًا والضيوف كثيرة فالأولى ترك الدعوة (٥)، ويسن أن يخص بدعوته الأتقياء والصالحين (٦) ولا خير فيمن لا يضيف كما في الخبر، ومن التكلف أن يقدم جميع ما عنده (٧) قال الشيخ: إذا دعى إلى أكل دخل بيته فأكل ما يكسر نهمته قبل ذهابه اهـ. ولا يجمع بين النوى والتمر في طبق واحد (٨) ولرب
(١)(من غير خلط) لحديث عبد الله بن جعفر قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل القثاء بالرطب".
(٢)(نقصت درجاته في الآخرة) للأحاديث الصحيحة، وقال أحمد: يؤجر في ترك الشهوات. ومراده ما لم يخالف. قال الشيخ: من امتنع من الطبيات بلا سبب شرعي فمبتدع.
(٣)(أكل مع الزوجة والولد) ولو طفلًا، أو المملوك، وأن تكثر الأيدي على الطعام ولو من أهله وولده.
(٤)(حتى يكتفوا) لئلا يخجلهم، قال الشيخ عبد القادر: إلا أن يعلم منهم الإِنبساط.
(٥)(فالأولى ترك الدعوة) قال بعض العلماء: هذا محمول على من كان واجدًا للزيادة وتركها، أما الذي لا يجد إلا ما قدمه فلا ينبغى الترك.
(٦)(الأتقياء والصالحين) لتناله بركتهم، ولأنهم يتقوون به على طاعة الله، بخلاف ضدهم.
(٧)(جميع ما عنده) قال عليه الصلاة والسلام "لا تكلفوا للضيف فتبغضوه فإن من أبغض الضيف فقد أبغض الله، ومن أبغض الله أبغضه الله".
(٨)(في طبق واحد) ولا يجمعه في كفه، كل ما فيه ثفل، والثفل بضم الثاء وسكون الفاء.