للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكن ما قدمت من المؤخر على المقدم أو على المذهب فهو الراجح عندي.

والكلام لمن أنشأه لا لمن نقله، ولكن أرجو من الله أن يعمني برحمته، ويضمني معهم بالمغفرة والعفو، ويخلص قصدي ونيتي.

وإذا أطلقت "الشيخ" فهو تقي الدين، و"المصنف" الموفق موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة، و"الشارح" أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي صاحب الشرح الكبير.

وسميته (زوائد الزاد) زاد الله به نفعًا كما نفع بالزاد: ومن عَثَرَ على شيء مما طغى به القلم أو زلت به اليد فليحضر بقلبه أن الإنسان محل النسيان "وأن الصفح عن عثرات الضعاف من شيم الأشراف. ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وأصحابه والتابعين إلى يوم الدين.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اقتداءً بالكتاب العزيز، وعملًا بحديث "كل ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أقطع" أخرجه ابن حبان من طريقين، قال ابن الصلاح: والحديث حسن. ولأبى داود "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله أو بالحمد فهو أقطع".

والباء ببسم الله متعلقة بمحذوف، واختار كثير من المتأخرين كونه فعلًا خاصًّا متأخرًا، أما كونه فعلًا: فلأن الأصل في العمل للأفعال، وأما كونه خاصًّا فلأن كل مبتدئ. بالبسملة في أمر يضمر ما جعل اسه البسلمة مبتدأ له. وأما كونه متأخرًا فلدلالته على الاختصاص، وأدخل في التعظيم، وأوفق للوجي، ولأن أهم ما يبدأ به ذكر الله.

ذكر ابن القيم لحذف العامل فوائد منها: أنه موطن لا ينبغى أن يتقدم فيه غير ذكر الله. ومنها: أن الفعل إذا حذف صح الابتداء بالبسملة في كل عمل وقول وحركة فكان الحذف أعم اهـ.

وباء البسملة للمصاحبة وقيل للاستعانة فيكون التقدير بسم الله أؤلف مستعينًا بذكر الله متبركًا به. وأما ظهوره في (اقرأ بسم ربك) وفي (بسم الله مجراها) فلأن المقام يقتضي ذلك وهو لا يخفى.

وقوله: (الله) قال الكسائى والفراء: أصله الإله، حذفوا الهمزة وأدغموا اللام باللام فصارتا لامًا واحدة مشددة مفخمة. وأما تأويل الله فإنه على معنى ما روي لنا عن ابن عباس قال: هو الذي يألهه كل شئ ويعبده كل خلق. وعنه: ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.

(الرحمن الرحيم) قال ابن جرير عن العزرمى يقول: الرحمن بجميع الخلق، والرحيم بالمؤمنين. وساق سنده عن أبى سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن عيسى بن مريم قال الرحمن رحمن الآخرة والدنيا، والرحيم رحيم الآخيرة". قال ابن القيم: فاسمه الله دل على كونه مألوها معبودًا يألهه الخلائق محبة

<<  <  ج: ص:  >  >>