وتعظيمًا وخضوعًا ومفزعًا إليه بالحوائج والنوائب إلى آخر كلامه. وقال أيضًا: الرحمن دل على الصفة القائمة به سبحانه، والرحيم دل على تعلقها بالمرحوم. قال تعالى:{وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}، ولم يجئ قط رحمن بهم، وقال: إن أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت، فإنها دالة على صفات كماله فلا تنافى فيها بين العلمية والوصفية، فالرحمن اسمه ووصفه، ومن حيث هو صفة جرى تابعًا لاسم الله، ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع، بل ورد الاسم العلم كقوله:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} اهـ ملخصًا.
(الحمد لله). معناه الثناء بالكلام على الجميل الاختياري على وجه التعظيم، فمورده اللسان والقلب. والشكر يكون باللسان والجنان وكان، فهو أعم من الحمد متعلقًا وأخص سببًا، لأنه يكون في مقابلة النعمة. والحمد أعم سببًا وأخص متعلقًا لأنه في مقابلة النعمة وغيرها، فبينهما عموم وخصوص، يجتمعان في مادة وينفرد كل واحد عن الآخر في مادة.
(وصلى الله على عبده) أصح ما قيل في معنى صلاة الله على عبده ما ذكره البخاري عن أبي العالية قال: صلاة الله على عبده ثناؤه عليه عند الملائكة. وقرره ابن القيم ونصره.
(وعلى آله) أتباعه على دينه، نص عليه أحمد هنا وعليه أكثر الأصحاب، وعلى هذا يشمل الصحابة وغيرهم من المؤمنين اهـ.