فقط، بل يراد به مع ذلك سقوط المنزلة، فقد كثر في كلامهم استعمال الرفعة والضعة في المراتب حتى قيل: شريف ووضيع على طريق الاستعارة، وعلى ذلك قول الشاعر:
بلغنا السماء بأحسابنا
وقال:
وصاعد في هضاب المجد يطلعها
وأما المعاداة: ففقدان الملاءمة والموافقة، ومنه قيل:" هو مكان ذو عدوى "، والتعدي والعدوان والاعتداء، والعدوى منها، وقوم عدى للأعداء أو الغرباء، لما بينهم من فقدان الملاءمة، وقوله تعالى:{بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} ليس يريد المهارشة فقط، وإنما يعني فقدان الالتئام، أما بين الشيطان والإنسان فظاهر، وبين الرجل والمرأة كثير في الخلق والخلق، حتى إن عامة ما يحمد من أخلاق الرجل يذم من المرأة، ثم بين قوى الإنسان في نفسه تفاوت، فحذرنا الله تعالى الذي خلقنا منها ليتنبه للاحتراز مما ينافينا في بلوغ السعادة، ونسوس منها ما يمكن سياسته، وندفع منها ما يجب مدافعته، والمستقر: المكان الذي يحصل فيه القرار، والقرار هو السكون عن برودة ولما كان من شأن البرودة السكون كما أن من شأن الحرارة الحركة قيل في الساكن برد، وفي المتحرك: اشتعل، والتهب، وحتى شبه السريع بنار متقدة، والساكن بماء جامد، وقوله {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ} كقوله: {أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا} وقوله: {جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا} قيل معنى المستقر القبور، والآية محمولة عليها، فقد قال: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (٢٥) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا} والمتاع: انتفاع