للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دمه، فلم يجبه المنصور وقال: هذا فساد الملك، فكتب إليه السفاح: لست مني ولست منك إن لم تقتله، فقال المنصور للحسن بن قحطبة: اقتله أنت، فامتنع، فقال خازم بن خزيمة (١) : أنا أقتله، فدخل عليه في جماعة من قواد خراسان، وهو في القصر وعنده ابنه داود وكاتبه ومواليه، وعليه قميص مصري وملاءة موردة، وعنده الحجام وهو يريد أن يحجمه، فلما رآهم سجد، فقتلوه وقتلوا ابنه وكاتبه ومن كان معه، وحملوا رأسه إلى المنصور. وكان معن بن زائدة غائباً عند السفاح فسلم. وبعث المنصور برأسه إلى السفاح، وكان ذلك في سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

قال الهيثم بن عدي: لما قتل ابن هبيرة قال بعض الخراسانيين لبعض أصحاب ابن هبيرة: ما كان أكبر رأس صاحبكم، فقال له الرجل: أمانكم له كان أكبر.

وذكر الخطيب أبو زكريا التبريزي، في كتاب " شرح الحماسة " (٢) في باب المراثي، عند ذكره أبيات أبي عطاء السندي الدالية - المقدم ذكرها - التي رثى بها يزيد المذكور، فقال: وكان المنصور قد حلف له وأكد الأيمان، فلما قتله وحمل رأسه إليه قال المنصور للحرسي: أترى طينة رأسه ما أعظمها! فقال الحرسي: طينة أيمانه من طينة رأسه.

وهدم المنصور قصر واسط.

وقال الحافظ ابن عساكر في تاريخه الكبير: كان ابن هبيرة إذا أصبح أتي بعس - قلت: العس، بضم العين المهملة وبعدها سين مهملة مشددة، هو القدح الكبير - قال: وفيه لبن قد حلب على عسل وأحياناً سكر فيشربه، فإذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تحل الصلاة فيصلي، ثم يدخل، فيحركه اللبن فيدعو بالغداء فيأكل دجاجتين وناهضتين ونصف جدي وألواناً من اللحم - والناهض، بالنون وبعد الهاء المكسورة ضاد معجمة، وهو الفرخ من الحمام - قال: ثم يخرج فينظر في أمور الناس إلى نصف النهار،


(١) ر س ع ق بر من: حازم بن خزيمة.
(٢) شرح التبريزي ٢: ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>