للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك، وحلف صلاح الدين في عاشر جمادى الأولى سنة ست وسبعين وخمسمائة، ودخل في الصلح قليج أرسلان والمواصلة وعاد بعد تمام الصلح إلى دمشق ثم منها إلى مصر.

ثم توفي الملك الصالح بن نور الدين في التاريخ المذكور في ترجمة والده، وكان قد استحلف أمراء حلب وأجنادها لابن عمه عز الدين مسعود صاحب الموصل - قلت: وقد تقدم ذكره، وهو ابن قطب الدين مودود (١) - فلما مات سيف الدين في التاريخ المذكور في ترجمته قام مقامه أخوه عز الدين مسعود المذكور - قال: فلما بلغ عز الدين خبر موت الملك الصالح وأنه أوصى له بحلب بادر إلى التوجه إليها خوفاً أن يسبقه صلاح الدين فيأخذها، فكان أول قادم إليها مظفر الدين بن زين الدين - قلت: هو صاحب إربل، وكان إذ ذاك صاحب حران، وهو مضاف إلى المواصلة لأن تلك البلاد كانت لهم - قال: فوصلها مظفر الدين في ثالث شعبان سنة سبع وسبعين، وفي العشرين منه وصلها عز الدين مسعود وصعد إلى القلعة فاستولى على ما فيها من الحواصل، وتزوج أم الملك الصالح في خامس شوال من السنة.

قلت: ثم إن شيخنا ابن شداد ذكر بعد هذا أموراً ذكرتها في ترجمة عز الدين مسعود بن مودود وترجمة أخيه عماد الدين زنكي وترجمة تاج الملوك بوري أخي صلاح الدين، فلا حاجة إلى إعادتها ها هنا، فمن أراد الوقوف عليها يكشفها في هذه التراجم (٢) .

قلت: وحاصل الأمر أن عز الدين مسعوداً قايض أخاه عماد الدين زنكي


(١) انظر ج ٥: ٢٠٣.
(٢) انظر ٥: ٢٠٣، ٢: ٣٣٠، ١: ٢٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>