للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: نعم، ولست هو، فقال: وكيف ذلك قال المنجم: لأن الذي يموت اسمه كليب، فقال الحجاج: أنا هو والله، بذلك كانت سمتني أمي، فأوصى عند ذلك.

ويشبه هذا (١) قول الداعي علي بن محمد بن علي الصليحي (٢) - وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى - وهو الذي كان داعياً باليمن وملك البلاد اليمنية كلها وقهر ملوكها، حتى قدر الله انقضاء مدته، فخرج من صنعاء إلى مكة على عزم الحج في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة (٣) ، حتى إذا كان بالمهجم ونزل بظاهرها بضيعة يقال لها أم الدهيم وبئر أم معبد أدركه فيها على حين غفلة سعيد بن نجاح الأحول الذي كان أبوه صاحب تهامة، وقتله الصليحي واخذ مملكته، وهرب منه أولاده سعيد المذكور وإخوته، وكان سعيد في قل ممن تابعه حتى دخل مخيم الصليحي، والناس يعتقدون أنه من جملة العسكر وحواشيه، فلم يشعر بأمرهم إلا عبد الله بن محمد أخو الصليحي، فركب وقال لأخيه: يا مولانا اركب، فهو والله الأحول بن نجاح، والعدد الذي جاءنا به كتاب أسعد بن شهاب البارحة من زبيد، فقال الصليحي لأخيه: طب نفساً فإني لا أموت إلا بالدهيم وبئر أم معبد، معتقداً أنها أم معبد الخزاعية التي نزل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر ومعه أبو بكر - وهي بين مكة والمدينة مما يلي مكة بالقرب من الجحفة - فقال له بعض أصحابه: قاتل عن نفسك، فو الله هذا هو بئر الدهيم بن عيسى، وهذا المسجد موضع خيمة أم معبد بن الحارث العبسي، فأدركه لما سمع ذلك زمع اليأس من الحياة، فلم يرم مكانه، وقتل لوقته هو وأخوه وأهله، وملك سعيد الأحول عسكره وملكه (٤) .

(١٤) وهذا سعيد الأحول هو أخو الملك جياش المشهور الفاضل، وأبوه نجاح


(١) هذا الاستطراد لم يرد في المخطوطات التي اعتمدناها، وإنما ثبت في المطبوعات، وسيذكر المؤلف طرفاً منه في ترجمة الصليحي فيما بعد.
(٢) تجد تفصيلاً في كتاب " الصليحيون " للهمداني وحسن محمود ٦٢ - ١١٢.
(٣) رجح مؤلفا كتاب " الصليحيون " أن وفاته كانت سنة ٤٥٩، وانظر تاريخ عمارة اليمني: ٥٥.
(٤) وردت هذه القصة في تاريخ عمارة: ٩٣ - ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>