للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فسمعهم جعفر، ملّاح طيّار المقتدر، الرئيس على الملاحين الذين برسم الخدمة، فنادى عليهم، وقال: معي طعام.

قال: فهاتم ما معه.

فأخرج من تحت الطيّار، جونة مليحة، خيازر «١» ، لطيفة، فيها جدي بارد «٢» ، وسكباج مبرّد «٣» ، وبزماورد «٤» ، وإدام «٥» ، وقطعة مالح ممقور «٦» طيّبة، وأرغفة سميذ جيّدة «٧» ، وكل ذلك نظيف، وإذا هي جونة تعمل له في منزله، في كلّ يوم، وتحمل إليه، فيأكلها في موضعه في الطيّار، ويلازم الخدمة.

فلمّا حملت إلى المقتدر، استنظفها، وأكل منها، واستطاب المالح، والإدام، فكان أكثر أكله منه.

ولحقته الأطعمة من مطبخه، فقال: ما آكل اليوم، إلّا من طعام جعفر الملّاح، فأتمّ أكله منه، وأمر بتفريق الطعام على من حضر.

ثم قال: قولوا له: هات الحلوى.

فقال: نحن لا نعرف الحلوى.

فقال المقتدر: ما ظننت أنّ في الدنيا من يأكل طعاما، بلا حلوى بعده.