فقصصت عليه الرؤيا. فقال: لا تشغل قلبك بها، فستلي مكان سهل بن بشر، وتحتوي على منزله، عن قريب.
فقلت: من أين لك هذا؟ وما الذي رأيت أنت؟
فقال: رأيت البارحة في منامي، كأنّي مجتمع مع رجل صالح، قد هجس في نفسي أنّه بعض الصحابة، أسأله [٢١١] أن يدعو الله عزّ وجلّ لي، فقال لي: الدلجيّ صديقك؟
فقلت: نعم فقال: قل له: الأهواز وقف عليك، فاتّق الله، ولا تؤذي زوجتك، ولا شكّ أنّ هذا المنام تفسير منامك.
فاستكتمته المنام، وافترقنا، وعدت.
وما كنت أرى أنّني أؤذي زوجتي في شيء، إلّا في تسرّي الجواري، وكانت عندي واحدة منهنّ، قد أقامت نحو سنة، وكادت أن تغلبها عليّ، فبعتها على مشتر في الحال، ووهبت ثمنها لزوجتي، وكان ألوف دراهم.
فلما كان بعد ذلك بسنة- أكثر أو أقل- ورد الوزير ابن بقيّة، الأهواز، مع عزّ الدولة، وقبض على القائد بختكين آزاذرويه «١» ، والأتراك، وسهل بن بشر، ثم أطلق القائد، وسمّي بالحاجب الأجل «٢» ، وردّت الضمانات إليه، وقلّدني مكان سهل بن بشر.