فما زال في حبس أبي أحمد، مدة، ثم أخذ من يده، وحمل إلى بغداد «١» ، وحدث من ملك الأمير عضد الدولة بغداد ما حدث، فأطلق «٢» ، وقلّد عسكر مكرم، وتستر، وجنديسابور وأعمال ذلك «٣» ، ونكب [٢١٢] أبا أحمد، وألزمه مالا، فلزم منزله بالأهواز، وكان يؤدّي المال، إلى أن خالف سهل بن بشر، ودخل الأهواز بالجيش داعيا إلى عضد الدولة «٤» ، ومعهم أبو أحمد خوفا على مهجته من سهل بن بشر.
وأقام «٥» بأرجان، سنة وشهرا، ثم واطأ الديلم بالأهواز، على أن يشغبوا، ويقولوا: إنهم لا يرضون بالوزير وزيرا «٦» ، ولا يقنعون إلّا بصرفه، وتقليد غيره الوزارة، وإلّا لم يرضوا بإمارة الأمير عزّ الدولة «٧» ، واستحلف القوّاد، وسائر الجيش بكور الأهواز، وبايعوه، وحلفوا له، وأظهر أنّه يريد المسير إلى بغداد، للمطالبة بذلك، وذلك في شعبان سنة خمس وستين وثلاثمائة «٨» .
فأنكر ذلك، الأمير عزّ الدولة، وأنفذ إبراهيم بن إسماعيل، من أجلّ حجّابه، برسالة إلى الديلم، فندموا على ما فعلوا، وأذعنوا بالطاعة، فقبض