للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبل الشدّة بأمر الحاج.

قلت: فما حاجتكما؟

قالا: نريد إنسانا يوقفنا على قبر عبيد الله بن سريج «١» .

قال: فنهضت معهما، حتى بلغت محلة ابن أبي قارة، من خزاعة، بمكة، وهم موالي عبيد الله بن سريج، فالتمست لهما إنسانا يصحبهما، حتى يوقفهما على قبره بدسم «٢» ، فوجدت ابن أبي دباكل، فأنهضته معهما.

فأخبرني ابن أبي دباكل، انّه لما وقفهما على قبره، نزل أحدهما عن راحلته، وهو عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، ثم عقرها، واندفع يغني غناء الركبان «٣» بصوت طليل «٤» حسن:

وقفنا على قبر بدسم فهاجنا ... وذكّرنا بالعيش إذ هو مصحب «٥»

فجالت بأرجاء الجفون سوافح ... من الدمع تستتلي التي تتعقّب

إذا أبطأت عن ساحة الخد ساقها ... دم بعد دمع إثره يتصبّب

فإن تسعدا نندب عبيدا بعولة ... وقلّ له منّا البكا والتحوّب «٦»

فلما أتى عليها، نزل صاحبه، فعقر ناقته، وهو رجل من جذام، يقال له: عبيد الله بن المنتشر، فاندفع يتغنى غناء «٧» الخلوات: