للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فارقوني وقد علمت يقينا ... ما لمن ذاق ميتة من إياب

إنّ أهل الحصاب «١» قد تركوني ... موجعا مولعا بأهل الحصاب

أهل بيت تتابعوا للمنايا ... ما على الدهر بعدهم من عتاب

سكنوا الجزع «٢» جزع بيت أبي موسى ... إلى الشعب «٣» من صفيّ الشباب

كم بذاك الحجون «٤» من حيّ صدق ... من كهول أعفّة وشباب

قال: ابن أبي دباكل: فو الله، ما أتمّ منها ثالثا، حتى غشي على صاحبه، ومضى غير معرّج عليه «٥» ، حتى إذا فرغ، جعل ينضح الماء في وجهه، ويقول: أنت أبدا، منصوب على نفسك من كلفات ما ترى.

فلما أفاق قرّب إليه الفرس، فلما علاه، استخرج الجذاميّ، من خرج على البغل، قدحا، وأداوة، فجعل في القدح، ترابا من تراب القبر، وصب عليه ماء، ثم قال: هاك، فاشرب هذه السلوة «٦» ، فشرب، ثم جعل الجذامي، مثل ذلك لنفسه، ثم نزا على البغل، وأردفني، فخرجنا، لا والله، ما يعرّجان، ولا يعرّضان بذكر شيء مما كانا فيه، ولا أرى في وجوههما مما كنت أرى قبل شيئا.