واستيفائي الأموال المنكسرة، وإن لم يكن إلّا مؤاخذتي بذنب ينقم عليّ، فالسيف، فإنّه أروح.
فرجع، ودخل إليهم، وخاطبهم، ورقّقهم، فأمروا بحلّ الحديد كلّه عنّي، وتغيير لباسي، وأخذ شعري، وإدخالي الحمّام، وتسليمي إلى زيدان «١» ، وراسلوني: بأنك لا ترى بعد ذلك بأسا، وأقمت عند زيدان، مكرما، إلى أن رددت إلى هذا المجلس «٢» .
قال أبو الحسين: ثم ضرب الدهر ضربه، فدخلت إليه مع أبي، في الوزارة الثالثة «٣» ، وقد غلب المحسّن «٤» على رأيه وأمره.
فقال له أبي: قد أسرف أبو أحمد، في مكاره الناس، حتى انّه يضرب من لو قال له: اكتب خطّك بما يريده منه، لكتب من غير ضرب، ثم يواقف المصادر على الأداء في وقت بعينه، فإن تأخّر إيراد الروز به، أعاد ضربه، وفي هذا الفعل شناعة، مع خلوّه من فائدة.
فقال له أبو الحسن: يا أبا القاسم، لو لم يفعل أبو أحمد، ما يفعله، بأعدائنا، ومن أساء معاملتنا، لما كان من أولاد الأحرار، ولكان نسل