فقال له: لهذا الحديث وقت آخر، وإذا فرغت من شأنك، حدّثتك، فأعاد مسألته، وكرّرها، والحجاج يدفعه، ويعده، ويحلف له على الوفاء له.
فلما فرغ، ونزع المحاجم عنه، وغسل الدم، أحضر الحجّام، وقال له: إنّا وعدناك بأن نحدّثك حديث ابن الأشعث، وحلفنا لك، ونحن محدّثوك، يا غلام، السياط، فأتي بها.
فأمر الحجّاج بالحجّام، فجرّد، وعلته السياط، وأقبل الحجّاج يقصّ عليه قصّة ابن الأشعث، بأطول حديث، فلما فرغ استوفى الحجّام خمسمائة سوط، فكاد يتلف.
ثم رفع الضرب، وقال له: قد وفينا لك بالوعد، وأيّ وقت أحببت أن تسأل خبرنا مع غير ابن الأشعث، على هذا الشرط، أجبناك «١» .