للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أقبلت على المولاة، فقالت: إني أريد أن أسألك عن شيء، فبحقي عليك لما أوضحته.

فقالت: وحقّك، إن عرفته فلا أكتمك شيئا.

قالت: هل أرسلك إياس إلى أحد من أهل ودّه في حاجة؟

فقالت المولاة: والله لأصدقنّك، والله، ما جلّ داؤه، وعظم بلاؤه إلّا بك، وما أرسلني بالسلام، إلّا إليك، فأجيبيه إن شئت، أو دعي.

فقالت لا شفاه الله، والله، لولا ما وجب من حقّك لأسأت إليك، وزجرتها.

فخرجت من عندها كئيبة، فأتته، فأعلمته، فازداد على ما كان به من مرضه، وأنشأ يقول:

كتمت الهوى حتى إذا شبّ واستوت ... قواه أشاع الدمع ما كنت أكتم

فلما رأيت الدمع قد أعلن الهوى ... خلعت عذاري فيه والخلع أسلم

فيا ويح نفسي كيف صبري على الهوى ... وقلبي وروحي عند من ليس يرحم

قال: ثم إنّ عمه دخل عليه ليعرف خبره، فقال له، يا عم، إني مخبرك بشيء لم أخبرك به حتى برح الخفاء ولم أطق له محملا.

فأخبره الخبر، فزوّجه إيّاها، فأفاق، وبرء من علته.

مصارع العشاق ١/١٥٠