للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الغرفة، وجئت أنت، وعندك أنّ الصبية هناك، فوقعت عليها، وجامعتها إلى الغداة، فلما كان وقت السحر، جئت أنا، وأيقظتها، وأنزلتها، وأنت نائم، وكان صعودها إليك، بعد أن نام أبوك.

فلما كان بعد أيّام، قالت لي: يا أمي، قد والله، حبلت من ابني، فكيف الحيلة؟

فقلت: لا أدري.

فقالت: أنا أدري، ثم كانت تجتمع معك على سبيل الحيلة التي عرّفتك، إلى أن قاربت الولادة.

فقالت لأبيك: إنّها عليلة، وقد خافت على نفسها التلف، وإنّها تريد أن تمضي إلى بيت أمّها فتتعلّل هناك.

فأذن لها، ومضت، وقالت لأمها: إنّها عليلة، فأدخلت، وأنا معها، في حجرة من دارها، وجئنا بقابلة، فلما ولدت، قتلت ولدها، وأخرجته، فدفنته، على حيلة وستر، وأقامت أياما، وعادت إلى منزلها.

فقالت لي بعد أيام: أريد ابني.

فقلت: ويحك، ما كفاك ما مضى؟

فقالت: لا بدّ، فجئتك على تلك الحيلة بعينها.

فقالت لي، من غد: قد والله حبلت، وهذا والله، سبب موتي، وفضيحتي، وأقامت تجتمع معك، على سبيل الحيلة، إلى أن قاربت الولادة، فمضت إلى أمها، وعملت كما عملت، فولدت بنتا مليحة، فلم تطب نفسي بقتلها، وأخذتها منها ليلا، فأخرجتها إلى قوم ضعفاء، لهم مولود، فسلّمتها إليهم، وأعطيتهم من مال أبيك دراهم كثيرة، وواقفتهم على إرضاعها، والقيام بها، وأن أعطيهم في كل شهر شيئا بعينه، وكانت تنفذه إليهم في كل شهر، وتعطيهم ضعفه، حتى تدلّل الصبية، وتوفد إليها الثياب