للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فحدرت السفينة، فلما تجاوزت المدائن، طرحت «١» إلى الشط، وجمعت الحلي، وخبأته، تحت بارية «٢» السميرية، وتأمّلت الثياب، فغسلت ما أثّر الدم فيه، وخبأته، وانحدرت، فما ردّ وجهي شيء إلى البصرة.

فنظرت، فإذا معي حلي بألف دينار، وثياب بعتها بجملة دنانير كثيرة، فأقمت بالبصرة أتّجر، وخفت العود إلى بغداد، لئلّا يراني ذلك الغلام، فيطالبني بالرجل، أو أسأل عن الحديث.

فلما طالت المدة، وانقضت السنون، وقع لي أن الأمر قد نسي، واشتقت إلى بغداد، وكانت البضاعة قد نمت وزادت، فاشتريت بجميعها تجارة إلى بغداد، ودخلت، وأنا فيها منذ نحو سنة، حتى رأيتني اليوم.

ذم الهوى ٤٧٥