فقال: الساعة والله، أبتدئ بك.
وأخذ السيف، فجزعت، وأمسكت، وتقدم إليها فذبحها، وأمسكها حتى جرى دمها وماتت.
ثم أقبل ينزع حليها، ويرمي به إلى صدر السميرية «١» ، ثم نزع الثياب عنها، وشقّ جوفها، وجعل يقطعها قطعا، ويرمي بها إلى الماء.
وكنا قد قاربنا المدائن «٢» ، وقد مضى أكثر الليل، فرأيت منظرا لم أر قط مثله، ومتّ جزعا، وقلت: الساعة يقتلني لئلّا أنمّ عليه، ولم أجد حيلة، فاستسلمت.
وطرح نفسه كالمغشيّ عليه، وجعل يبكي، ويقول: شفيت قلبي، وقتلت نفسي، ويلطم، ورمى بالعود، وجميع ما كان معه، من فاكهة، وأكل، وشراب، إلى الماء.
فطلع الفجر وأضاء، وبقي بيننا وبين المدائن نصف فرسخ، فطمعت في الحيلة عليه.
فقلت له: يا سيدي، قد أصبحنا، أفلا تصلّي؟ وأردت أن يصعد إلى الشط، وأنحدر أنا في السميرية، وأدعه.
فقال: بلى، اطرحني إلى الشط.
فقدمت السميرية إلى الشط، وطرحته.
فحين صعد من السميرية أذرعا يسيرة، إذا سبع قد قفز عليه، فتناوله، فرأيته والله، في فمه، كالفأرة في فم السنور.
فلا أنسى ما ورد على قلبي من السرور بذلك.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute