للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: السمع والطاعة، ونهض الفتى.

فلما كان من الغد، وافى إلى مسجد أبي بكر، فسألنا النهوض معه إلى منزله.

فقال أبو بكر لأصحابه: قوموا، وامضوا متقطّعين، وخالفوا الطرق، ففعلوا.

ثم أقبل على الفتى، فقال له: اسبقنا، فإنّي أنا وأبو بكر نجيئك.

فقلت أنا له: أيش عملت في إحضار ابن غريب؟

فقال لي: قد أخذت الوعد عليه من أمس، وأنا أنفذ إليه رسولا ثانيا، ومضى، وجلس أبو بكر، ففرغ من شغيلات له.

ثم إنّا نهضنا جميعا، وعبرنا إلى الجانب الغربي، وصعدنا درب النخلة، وكانت دار الفتى فيه، فوجدناه مترقّبا لنا.

فدخلنا، فدعا بماء، فغسلنا أيدينا، ثم أتى بجونة «١» ، فوضعها بين أيدينا.

فقلت في نفسي: ما أزرى مروءة هذا الفتى، أيش في الجونة، ممّا يطعمنا؟

ففتحها، فإذا فيها بزماورد «٢» ، وأوساط «٣» ، ولفّات «٤» ،