للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تقدّمت فحززت رأسه، وفصلته عن بدنه، لتزول عنّي الشبهة في أمره، ووقفت موضعي.

فلما أبطأ خروجه على الجارية، قالت للعجوز: قومي انظري أيش خبره؟

فقامت العجوز المسماة صيد، تطلبه، وجاءت إلى البيت، تقول:

يا سيدي، لم ليس تخرج؟ أين أنت؟

فما تكلمت.

فدخلت إلى البيت، فضربتها في ساقها أيضا، فقعدت زمنة، فحين جلست، جررت برجلها، فأخرجتها إلى برّا، وقلت: مرحبا يا صيد، إلى كم تصطادين ولا تصادين؟ وقتلتها.

وخرجت إلى الدار، وتكلمت بلسان فصيح، وقد كنت أكلمهم بلسان الخراسانية، فأيقنت الجارية بالهلاك.

ثم قلت لها: أنا الرجل الذي فعلت بي كذا وكذا.

قالت: فأين الأسود؟

فقلت: قتلته، وهذا رأسه.

قالت: سألتك بالله، إلّا قتلتني بعده، فلا حاجة لي في الحياة.

فقلت: ليس تحتاجين إلى مسألتي في هذا، فإني أفعله، ولكن أين الأموال؟ وإلّا عذبتك، ولم أقتلك، وأخرجتك إلى السلطان، فحصلت في العقوبات.

فقالت: افتح ذلك البيت، وذلك البيت.

ففتحت أبوابا، فخرج عليّ منها أمر عظيم.

فقلت: الأموال.

وما زلت أقرّرها، وكلّما امتنعت، ضربتها بالسيف، إلى أن عرّفتني