فحكي في ذلك الوقت، أنّه تقدّم إليه، وقال له- فيما بينه وبينه-:
قف حيث انتهيت، ولا تزد عليه شيئا، وإلّا قلبت الأرض عليك. أو كلاما في هذا المعنى.
فتهيّب علي بن عيسى مناظرته، واستعفى منه، ونقل حينئذ، إلى حامد.
وكانت بنت السمري، صاحب الحلّاج، قد أدخلت إليه، وأقامت عنده في دار السلطان مدة، وبعث بها إلى حامد ليسألها عمّا وقفت عليه، وشاهدته في أحواله.
فدخلت إلى حامد، في يوم شات بارد، وهذه المرأة بحضرته، وكانت حسنة العبارة، عذبة الألفاظ، مقبولة الصورة.
فسألها عن أمره، فذكرت أنّ أباها السمري، حملها إليه، وأنّها لما دخلت عليه، وهب لها أشياء كثيرة، عدّدت أصنافها، منها ريطة «١» خضراء، وقال لها؛ قد زوجتك ابني سليمان، وهو أعزّ ولدي عليّ، وهو مقيم بنيسابور- في موضع قد ذكرته، وأنسيته- وليس يخلو أن يقع بين المرأة وزوجها خلاف، أو تنكر منه حالا من الأحوال، وقد أوصيته بك، فمتى جرى شيء تنكرينه من جهته، فصومي يومك، واصعدي آخر النهار إلى السطح، وقومي على الرماد، واجعلي فطرك عليه، وعلى ملح جريش، واستقبليني بوجهك، واذكري لي ما أنكرتيه منه، فإنّي أسمع وأرى، قالت: وكنت ليلة نائمة في السطح، وابنة الحلّاج معي، في دار السلطان وهو معنا، فلما كان في الليل، أحسست به وقد غشيني، فانتبهت مذعورة