للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منكرة لما كان منه، فقال: إنّما جئت لأوقظك للصلاة.

ولما أصبحنا، نزلت إلى الدار، ومعي بنته، ونزل هو، فلما صار على الدرجة، بحيث يرانا ونراه، قالت بنته: اسجدي له.

فقلت لها: أو يسجد أحد لغير الله؟

وسمع كلامي لها، فقال: نعم، إله في السماء، وإله في الأرض، قال: ودعاني إليه، وأدخل يده في كمه، وأخرجها مملوءة مسكا، فدفعه إليّ، وفعل هذا مرّات، ثم قال: اجعلي هذا في طيبك، فإنّ المرأة، إذا حصلت عند الرجل، احتاجت إلى الطيب.

قالت: ثم دعاني، وهو جالس في بيت البواري «١» ، فقال: ارفعي جانب البارية، وخذي من تحته ما تريدين، وأومأ إلى زاوية البيت، فجئت إليها، ورفعت البارية، فوجدت الدنانير تحتها مفروشة ملء البيت، فبهرني ما رأيت من ذلك.

قال زنجي: وأقامت هذه المرأة، معتقلة في دار حامد، إلى أن قتل الحلّاج.

ولما حصل الحلّاج في يد حامد، جدّ في طلب أصحابه، وأذكى العيون عليهم، وحصل في يده منهم، حيدرة «٢» ، والسمري «٣» ، ومحمد بن علي القنائي «٤» ، والمعروف بأبي المغيث الهاشمي «٥» ، واستتر المعروف بابن حماد «٦» ،