للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكبس منزلة، وأخذت منه دفاتر كثيرة، وكذلك من منزل محمد بن علي القنائي، في ورق صيني، وبعضها مكتوب بماء الذهب، مبطّنة بالديباج والحرير، مجلّدة بالأديم الجيّد.

وكان فيما خاطبه به حامد، أول ما حمل إليه: ألست تعلم أنّي قبضت عليك بدور الراسبي، وأحضرتك إلى واسط «١» ، فذكرت في دفعة أنّك المهدي، وذكرت في دفعة أخرى أنّك رجل صالح تدعو إلى عبادة الله، والأمر بالمعروف، فكيف ادعيت بعد الألوهية؟

وكان في الكتب الموجودة، عجائب من مكاتباته أصحابه النافذين إلى النواحي، وتوصيتهم بما يدعون الناس إليه، وما يأمرهم به من نقلهم من حال إلى أخرى، ومرتبة إلى مرتبة، حتى يبلغوا الغاية القصوى، وأن يخاطبوا كل قوم، على حسب عقولهم وأفهامهم، وعلى قدر استجابتهم وانقيادهم، وجوابات لقوم كاتبوه بألفاظ مرموزة، لا يعرفها إلّا من كتبها، ومن كتبت إليه، ومدارج فيها ما يجري هذا المجرى، وفي بعضها صورة فيها اسم الله تعالى مكتوب على تعويج، وفي داخل ذلك التعويج، مكتوب:

عليّ عليه السلام، كتابة لا يقف عليها إلّا من تأمّلها.

وحضرت مجلس حامد، وقد أحضر السمري صاحب الحلّاج، وسأله عن أشياء من أمر الحلاج، وقال له: حدّثني بما شاهدته منه.

فقال له: إن رأى الوزير أن يعفيني، فعل.

فأعلمه أنّه لا يعفيه، وعاود مسألته عمّا شاهده، فعاود استعفاءه.

وألحّ عليه في السؤال.

فلما تردد القول بينهما، قال: أعلم أنّي إن حدثتك كذّبتني، ولم