للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: من أنت؟

قلت: قطن بن معاوية.

قال: أنظر ما تقول؟

قلت: أنا هو.

فأقبل على مسودّة «١» معه، فقال: احتفظوا بهذا.

قال: فلما حرست، لحقتني ندامة، وتذكرت رأي أبي عمرو، فتأسّفت عليه.

ودخل الربيع، فلم يطل، حتى خرج بخصيّ، فأخذ بيدي، فأدخلني قصر الذهب، ثم أتى بيتا حصينا، فأدخلني فيه، ثم أغلق بابه وانطلق.

فاشتدت ندامتي، وأيقنت بالبلاء، وخلوت بنفسي ألومها.

فلما كانت الظهر، أتاني الخصيّ بماء، فتوضّأت وصلّيت، وأتاني بطعام، فأخبرته بأنّي صائم.

فلما كانت المغرب، أتاني بماء، فتوضأت وصلّيت، وأرخى عليّ الليل سدوله، فيئست من الحياة.

وسمعت أبواب المدينة تغلق، وأقفالها تشدد، فامتنع عنّي النوم.

فلما ذهب صدر الليل، أتاني الخصيّ، ففتح عنّي، ومضى بي، فأدخلني صحن دار، ثم أدناني من ستر مسدول، فخرج علينا خادم، فأدخلنا، فإذا أبو جعفر وحده، والربيع قائم في ناحية.

فأكبّ أبو جعفر هنيهة مطرقا، ثم رفع رأسه، فقال: هيه.

قلت: يا أمير المؤمنين، قد والله جهدت عليك جهدي، فعصيت أمرك، وواليت عدوّك، وحرصت على أن أسلبك ملكك، فإن عفوت فأنت أهل