للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وخرجت، فصادفت كراء، فقضيت حوائجي، في يومي وغدي، ورحلت رفقتي، ورحلت معهم.

وذكرني صاحبي بعد أيام، فسأل عنّي، وأمر بطلبي، فعرف أنّ الرفقة قد ارتحلوا، وأنني قد ارتحلت معهم، فأمسك، فلم يذكرني إلا بعد شهر، قال لها وقد غنته صوتا من صنعتي، لمن هذا؟

قالت: لدحمان.

قال: وددت والله، أنّي قد رأيته وسمعت غناءه.

قالت: فقد والله، رأيته، وسمعت غناءه.

قال: لا والله، ما رأيته ولا سمعته.

فقالت له: والله، قد رأيته وسمعت غناءه.

فغضب، وقال لها: أنا أحلف، وأنت تعارضيني، وتكذّبيني؟

قالت: إنّ الرجل الذي اشتريتني منه، دحمان.

قال: ويحك، هلّا أعلمتني.

قالت: إنّه نهاني عن ذلك.

قال: وإنّه لهو، أما والله، لأجشّمنه السفر.

ثم كتب إلى عامل المدينة، بحمله إليه، فحمله إليه، فلم يزل أثيرا عنده «١» .

نشوار المحاضرة، لسبط ابن الجوزي- مخطوط