للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ثم إنّ السلطان، رضي عن الوزير، وعاد إلى أفضل مما كان عليه، فدخلت عليه؛ فلمّا أبصرني، طأطأ رأسه، ولم يملأ عينه منّي فقلت: هذا ما قالته لي امرأتي.

وكنت أغدو إليه بعد، وأروح، فلا يزداد إلّا إعراضا عنّي، حتى أنفقت تلك الدنانير، وبقيت متعطّلا، أبيع ما في بيتي.

وبكّرت إلى ابن الفرات يوما، على ما بي من انكسار، وضعف حال ومنّة، فدعاني، وقال: وردت البصرة سفن من بلاد الهند، فانحدر، وفسّرها، واقبض حقّ بيت المال «١» ، وما كان من رسمنا من المستثنى «٢» ، ولا تتأخر.

فعدت إلى أهلي، فقلت لها: من تمام المحنة، إنّه كلّفني سفرا، وأنا لا أقدر على ما أنفقه.

قال: فناولتني خمارا «٣» لها، وقرطين، فبعت ذلك، وجعلت ثمنه نفقتي، وانحدرت، وفسّرت السفن «٤» ، وقبضت حقّ بيت المال، ورسم الوزير، فحملته إلى بغداد، وعرّفت الوزير فقال: سلّم حقّ بيت المال، واقبض الرسم المستثنى لنا، وكم هو؟