للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحتى رأيت في شارع الخلد «١» قردا معلّما، يجتمع الناس عليه.

فيقول له القرّاد: تشتهي أن تكون بزّازا؟

فيقول: نعم، ويومئ برأسه.

فيقول: تشتهي تكون عطّارا؟

فيقول: نعم، برأسه.

فيعدّد الصنائع عليه، فيومئ برأسه.

فيقول له في آخرها: تشتهي تكون وزيرا؟

فيومئ برأسه: لا، ويصيح، ويعدو من بين يدي القرّاد، فيضحك الناس.

قال: وتلى سقوط الوزارة، اتّضاع الخلافة، وبلغ صيّورها «٢» إلى ما نشاهد، فانحلّت دولة بني العباس، بانحلال أمر القضاء.

وكان أول وضع ابن الفرات من القضاء، تقليده إيّاه، أبا أميّة الأحوص الغلابيّ البصريّ «٣» ، فإنّه كان بزّازا، فاستتر عنده ابن الفرات، وخرج من داره إلى الوزراة.